يتواصل عبث الكرة الجزائرية وترفع مسؤوليها وأنديتها على القانون، أمام صمت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، من خلال ما حدث خلال مواجهة مولودية الجزائر والاتحاد المنستيري التونسي، نهاية الأسبوع الماضي، من أعمال عنف وشغب خطيرة، في ملعب “علي عمار” بالعاصمة، لحساب إياب الدور التمهيدي الثاني من عصبة أبطال إفريقيا.
فبعد صمت “كاف” عن فضيحة انسحاب اتحاد العاصمة أمام نهضة بركان، خلال نصف نهاية كأس “كاف”، الموسم الماضي، بسبب قميص ممثل المغرب، تجد “كاف” نفسها في ورطة جديدة، بعد أحداث العنف و”السيبة” التي شهدتها مباراة مولودية الجزائر والاتحاد المنستيري التونسي، والتي راح ضحيتها شاب جزائري توفي خلال أعمال الشغب.
وأكد الاتحاد التونسي في هذا الصدد، أنه راسل “كاف” لشرح ملابسات ما وقع بالجزائر، ومن اعتداءات غير مبررة على الوفد التونسي، والتي طالت مستودع الملابس، ناهيك عن عدم توفير أبسط الشروط لتدرب الاتحاد المنستيري وراحة بعثته، قبل المواجهة وبعدها.
ويطرح سكوت “كاف” الكثير من التساؤلات، خاصة أن مثل هذه الأحداث تكررت أكثر من مرة في الجزائر، التي يرى اتحادها أنه فوق القانون، بل تمادى في أعماله التي لا تمت للرياضة بصلة، مع تقاعس لجان “كاف” عن تطبيق القانون، علما أنها لا تتوانى في إنزال أقسى العقوبات في حالات مشابهة أخرى، على اتحادات وأندية غير جزائرية.
وأوضح الاتحاد التونسي أنه يدعم نادي الاتحاد المنستيري، وأنه يطالب “كاف” بردع مثل هذه التصرفات الخطيرة، داعيا إلى اتخاذ اللازم، بناء على القانون المعمول به في مثل هذه الأحداث اللارياضية.
واضطر الأمن الجزائري إلى استعمال الغاز المسيل للدموع في الملعب، لوقف اجتياح الجماهير لأرضيته، بل إن بعضهم وصل إلى مستودع الملابس واعتدى بالضرب على الوفد التونسي، أمام أنظار الكاميرات والحكام ومندوب المباراة.
وانتقلت أحداث الشغب إلى المدرجات، إذ عاين العالم عملية كر وفر بين الأمن وبعض المشاغبين، لدرجة أن حكم المواجهة أوقف اللعب لدقائق.
وبعدما علم بخطورة الأفعال، دعت الحكومة في الجزائر إلى اجتماع طارئ، للنظر في ما أسمتها بـ “الأحداث المؤلمة” التي عرفتها مباراة مولودية الجزائر والاتحاد المنستيري. وفق ما أوردته الصباح.
لكن السؤال العريض، إلى متى ستحمل الكاف هذا العبث وتبقى ساكتة؟.