الوضوج/أ.ف.ب
دعت دول عد ة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية الخميس إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله، بعد أن أثار التصعيد الأخير مخاوف من حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وشهدت مناطق عدة في لبنان تعتبر معاقل لحزب الله “أعنف” ليلة من القصف، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأسفر القصف الجوي الإسرائيلي على لبنان منذ الاثنين عن سقوط مئات القتلى، بينما رد الحزب بإطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه إسرائيل، بينها وأعلن مسؤوليته عن ضربة بصاروخ بالستي على تل أبيب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه ضرب خلال الليل “حوالى 75 هدفا إرهابيا” تابعا لحزب الله “في منطقة البقاع (شرق) وفي جنوب لبنان، بما في ذلك منشآت لتخزين الأسلحة، وقاذفات جاهزة لإطلاق النار” إضافة إلى استهداف عناصر في الحزب وبنى تحتية أخرى.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن ليل الأربعاء الخميس كان “الأعنف في فصول العدوان الإسرائيلي” على منطقة بعلبك في البقاع.
وقال وزارة الصحة اللبنانية أن تسعة قتلى سقطوا في يونين في الشرق، مشيرة الى أن عملية رفع الأنقاض بعد الغارة الجوية مستمرة.
وكان الجيش الإسرائيلي أفاد الأربعاء بأنه قصف أكثر من ألفي هدف لحزب لله على مدى الأيام الثلاثة الماضية، بينها 60 موقعا استخباراتيا للحزب.
وتحد ثت الطالبة نور حماد (22 عاما) في مدينة بعلبك (شرق) عن “حالة رعب” عاشتها طوال الأسبوع.
وقالت “قضينا أربعة أو خمسة أيام من دون نوم. لم نكن نعرف إن كنا سنستيقظ في الصباح التالي”.
وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك إن “الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 لا يحتمل، ويشك ل خطرا غير مقبول بتصعيد إقليمي أوسع، وهذا لا يصب في مصلحة أحد: لا في مصلحة شعب إسرائيل ولا في مصلحة شعب لبنان”.
وأضاف البيان “ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية لإبرام تسوية دبلوماسية”.
وصدر البيان بشكل مشترك مع قوى غربية واليابان ودول خليجية هي قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ورحبت المنس قة الخاص ة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت بالدعوة، معتبرة أنها تسمح “بمساحة للدبلوماسية للنجاح”. وعو لت على “دعم واضح من الجميع لاغتنام هذه الفرصة”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت سابق إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان وحذ ر من أن التصعيد الحالي “يفتح أبواب الجحيم في لبنان”.
بالنسبة لكثيرين على جانبي الحدود، يعيد العنف إلى الذاكرة أحداث حرب 2006 التي أدت إلى مقتل 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون و160 إسرائيليا، معظمهم جنود.
وأفادت الأمم المتحدة بأن موجة العنف الأخيرة أدت إلى نزوح حوالى 90 ألف شخص من منازلهم في جنوب وشرق لبنان، المعقلين التقليديين لحزب الله، بات جاه مناطق أكثر أمانا داخل البلاد.
وبينما أفادت إسرائيل بأنها ترح ب بحل دبلوماسي يضع حدا للعنف في لبنان، تعه دت المضي قدما في تحقيق هدفها المتمث ل بإضعاف حزب الله وتمكين عشرات آلاف النازحين الإسرائيليين للعودة إلى منازلهم في شمال الدولة العبرية.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون “نشعر بالامتنان لكل أولئك الذين يبذلون جهودا صادقة عبر الدبلوماسية لتجن ب التصعيد وتجن ب حرب شاملة”. لكنه أضاف “سنستخدم كل الوسائل المتاحة بما يتوافق مع القانون الدولي لتحقيق أهدافنا”.
وغادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليلا الى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة.
وقال الخميس “نوجه ضربات إلى حزب الله في شكل لم يتصوره البتة. نقوم بذلك (مستخدمين) القوة الكاملة وبذكاء. إنني أعدكم بأمر واحد: لن نستريح حتى يعودوا إلى منازلهم”، في إشارة إلى النازحين في إسرائيل.
وجاءت الدعوة لوقف إطلاق النار بعد ساعات على صدور بيان للجيش الإسرائيلي عن رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي قال فيه لقواته خلال تدريب على الحدود مع لبنان “نحن نهاجم طوال اليوم. الهدف هو التحضير لدخولكم المحتمل وأيضا مواصلة ضرب حزب الله”.
لكن البنتاغون أعلن أن العملية البرية الإسرائيلية داخل لبنان لا تبدو “وشيكة”.
وحذ ر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الشرق الأوسط “على شفير كارثة شاملة”، مؤكدا أن بلاده ستدعم لبنان “بكل الوسائل”.
وأعلن حزب الله في وقت سابق الأربعاء استهداف مقر لجهاز الموساد في ضواحي تل أبيب، وهي المرة الأولى التي يطلق فيها صاروخا بالستيا منذ بدء تبادل القصف اليومي عبر الحدود في الثامن من أكتوبر غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة مع شن الحركة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل.
وقالت هيدفا فضلون وهي متقاعدة من سكان تل أبيب تبلغ 61 عاما “الوضع صعب. نشعر بالضغط والتوتر.. لا أعتقد أن أحدا في العالم يرغب بالعيش على هذا النحو”.