الوضوح

شاركها

الجزائر: معاقبة المدير العام للتلفزيون العمومي بعد بث مشهد مهين لتبون على الهواء مباشرة

بعد أقل من 24 ساعة على أدائه اليمين وتنصيبه، اتخذ الرئيس الجزائري قرارا مفاجئا، حيث أقال يوم الأربعاء المدير العام للتلفزيون العمومي الجزائري بسبب بثه لمشهد مهين لشخص الرئيس أثناء دخوله إلى مكتبه.

ولكن ما الذي كانت تفعله كاميرات التلفزيون العمومي داخل مكاتب الرئاسة، رغم عدم وجود أي نشاط رسمي في هذا المكان الذي يُعد « سريا » للغاية، حيث يُسمح فقط لأشخاص معينين بالدخول وفقا لقواعد أمنية وبروتوكولية صارمة؟

يبدو أن فريق الرئيس الجزائري، بعد الفوضى الانتخابية التي انتهت بنتائج غير مُرضية رافقت « إعادة انتخاب » عبد المجيد تبون، بذل كل جهد ممكن لجعل عودته إلى مكتبه لحظة مهيبة. حيث أرسلت التلفزيون العمومي الجزائري، وهي هيئة تتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية، يوم الثلاثاء الماضي فريقا من المصورين لتوثيق « عودة تبون المنتصرة » إلى مكتبه لبدء ولايته الثانية، بعد دقائق من أدائه اليمين وتنصيبه في جلسة مغلقة.

لكن الكاميرات أظهرت مشهدا غير معتاد على الهواء مباشرة. فما الذي كان ملحا للغاية لدرجة أن مدير ديوان الرئيس، بو علام بو علام، الرجل القوي والذي يُعتبر بمثابة وزير قوي و« عقل » الفريق الرئاسي، لم ينتظر حتى دخول الرئيس إلى مكتبه، وأوقفه تماما في الممر ممسكا بذراعه اليسرى ليتحدث معه لبضع لحظات على الهواء مباشرة وأمام أعين مدير بروتوكول الرئاسة؟

مدير البروتوكول هذا، الذي تم تعيينه مؤخرا خلفا لمحمد بوعكاز بعد فضيحة أخلاقية تورطت فيها إحدى بنات تبون، ارتكب هو الآخر خطأً بمحاولته، وعلى الهواء مباشرة أيضا، منع بو علام بو علام من دخول المكتب مع تبون، ولكن دون جدوى.

يينما يحاول البعض التقليل من شأن هذا المشهد بين تبون ومدير ديوانه، معتبرين أن العلاقة بين الرجلين وثيقة وأن هذا التصرف يعكس فقط طابعا وديا بينهما، إلا أن الأمر بدا للجميع وكأنه ينطوي على قلة احترام تجاه رئيس الجمهورية. فرغم أن تبون معروف بضعف الكاريزما، إلا أنه لا ينبغي أن تُعرض بعض نقاط ضعفه أمام كاميرات التلفزيون، خصوصا في مكان يُفترض أن يكون مقر السلطة في الجزائر، وهو قصر المرادية.