أفادت صحيفة “دي ستاندارد” اليوم الاثنين، مع بداية العام الدراسي في التعليم الناطق بالهولندية، أن عددًا متزايدًا من الفتيات يحصلن على التعليم العالي ويحصلن على الشهادات في حين يحقق الأولاد أداءً أقل في التعليم الثانوي على جميع الأصعدة تقريبًا.
وقد أبرزت الصحيفة هذه الظاهرة باعتبارها جزءًا من تحول أوسع في توجهات التعليم.
وفي تصريح له، قال بيت هوبيكي، عميد كلية الطب بجامعة غنت: “إن تأنيث التوجهات الدراسية واضح للغاية”، وأشار إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه النسبة بين الطلاب الذكور والإناث في مجال الطب 70/30 خلال فترة دراسته، فإن هذه النسبة اليوم قد تحولت إلى أقل بقليل من 30/70.
وتساءل هوبيكي عن أسباب انخفاض عدد الأولاد الذين يختارون دراسة الطب، مشيرًا إلى ضرورة البحث بهدوء عن الأسباب الكامنة وراء هذا التغيير.
وتكشف بيانات الصحيفة أيضًا أن برنامج القانون يعكس هذا التوجه، حيث يشكل الطلاب الإناث ما يقارب من 70% من الطلاب الجدد، وهذا الاتجاه يشير إلى فجوة متزايدة بين الجنسين في التعليم العالي، حيث تحصل الفتيات على التعليم العالي بشكل أكبر من الأولاد (74% مقابل 59%)، ويتخرجن بوتيرة أسرع.
توضح عالمة الاجتماع التربوي ميكي فان هوت (UGent) أن الفجوة بين الجنسين في التعليم العالي ليست مجرد لحاق النساء بالرجال، بل تجاوزه بكثير، ويبدو أن هذه الفجوة كانت واضحة منذ عقود في التعليم الثانوي، حيث كان الأولاد أكثر عرضة للتأخير والإيقاف، وكذلك ترك الدراسة بدون الحصول على شهادة. كما يتعرض الأولاد بشكل غير متناسب للتشخيصات في التعليم الخاص، مما يعزز الفجوة في الأداء الأكاديمي.
وفي هذا السياق، يشير عالم النفس المعرفي فوتر دويك (UGent) إلى أن الفروق المعرفية الفطرية بين الجنسين ضئيلة جدًا، ويعزى الاختلاف الكبير في النتائج إلى التأثيرات البيئية والاجتماعية، كما تبرز الصحيفة أن الفجوة بين الجنسين في التعليم العالي قد تكون ناتجة عن الطريقة التي يتم بها تقييم الأداء الأكاديمي والسلوكي.
وتضيف دي ستاندارد أنه في سوق العمل، لا تزال هناك فجوة عكسية بين الرجال والنساء: فالأمر أكثر صعوبة بالنسبة للنساء.