الوضوح

شاركها

إنقاذ 20 مغربياً محتجزين بالمكسيك بعد رحلة شاقة عبر 3 قارات.

تمكنت قوات الأمن في ولاية باخا كاليفورنيا المكسيكية من إنقاذ 20 مهاجرا مغربيا كانوا محتجزين في أحد المنازل بمدينة مكسيكالي، وذلك بعد تلقي بلاغ مجهول عبر خدمة الطوارئ 089، يفيد بوجود أشخاص محتجزون ضد إرادتهم.

وقامت قوات الأمن التابعة لولاية باخا كاليفورنيا، بالتعاون مع المعهد الوطني للهجرة (INM)، بتنفيذ عملية الإنقاذ في شارع “دل مانانتيال”، في منطقة “إيخيدو إيسلاس أغرارياس”، وذلك بعد استجابة سريعة للبلاغ الذي ذكر أن أصوات صراخ كانت تُسمع من داخل منزل، دون أن يتمكن المبلغ من فهم اللغة التي يتحدث بها الأشخاص داخل المنزل، وفق ما أوردته صحيفة “Puntualizando” المكسيكية.

وعند وصول القوات إلى المكان المحدد، عثرت على 20 مهاجر أجنبي، أكدوا أنهم من المغرب، وأوضحوا أنهم سافروا من المغرب إلى مصر، ومن ثم إلى مدريد في إسبانيا قبل أن يستقلوا رحلة جوية إلى نيكاراغوا، ثم انتقلوا بعد ذلك، إلى غواتيمالا حيث استقلوا قطارا ثم طائرة للوصول إلى مكسيكالي في المكسيك.

وذكر المهاجرون أنهم تلقوا وُعودا بإيصالهم إلى الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية مقابل مبلغ كبير من المال، لكنهم لم يكونوا على علم كامل بالتفاصيل الخاصة بهذه العملية.

ومن جانبها كانت قد أعلنت الشرطة المكسيكية في ولاية تشيواوا، أنها تمكنت خلال الأشهر السبعة الماضية من تحرير 1,245 مهاجرا كانوا مختطفين من قبل عصابات إجرامية في المنطقة، من بينهم 6 مغاربة و 4 سودانيين.

ووفق صحيفة ” Fox5 San Diego” فإنه على الرغم من التراجع الكبير في أعداد المهاجرين الذين يصلون في الأشهر الأخيرة إلى الحدود المكسيكية من أجل العبور إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن جرائم الاختطاف والابتزاز التي تستهدفهم قد شهدت ارتفاعا ملحوظا.

وفي هذا الصدد، أوضح مدير السلامة العامة بولاية تشيهواهوا، جيلبرتو لويا، أن “تدفق المهاجرين قد انخفض من حيث المجموعات والأفراد الذين يصلون على متن القطارات، لكن ما نلاحظه هو زيادة في حالات الاختطاف والابتزاز”.

وواصل قائلا إنه “غالبا ما يتم احتجاز المهاجرين المختطفين في منازل مهجورة مزدحمة، خاصة في مدينة خواريز على الحدود مع إل باسو، تكساس. ويعاني هؤلاء المهاجرون من ظروف إنسانية قاسية، حيث يتم حرمانهم من الطعام والماء”.

وتأتي عملية تحرير المهاجرين المغاربة بعد نشر تقارير عن اكتشاف منازل التخزين التي تديرها العصابات، حيث تعرض المهاجرون للحرق والتعذيب والاغتصاب، حيث أنه غالبا ما تصل الشرطة إلى هذه المنازل المهجورة بناء على بلاغات من الجيران الذين يستمرون في سماع صرخات الاستنجاد أو يلاحظون تجمعات كبيرة من الأشخاص على النوافذ.

وخلال الأسبوع الماضي، عثرت الشرطة على عشرة مهاجرين من السودان والمغرب على الطريق السريع بين مدينتي تشيهواهوا وخواريز في حالة صحية متدهورة، تم الإفراج عنهم بعد دفع فدية من قبل أقاربهم. وأوضح لويا أنه تم أيضا إنقاذ خمسة أشخاص من غواتيمالا ونيكاراغوا كانوا يعانون من سوء التغذية والجفاف.

لعنف ضد المهاجرين قد ازدادت نتيجة للتشديدات التي فرضتها السلطات المكسيكية والأمريكية على الهجرة، لافتا إلى أن العصابات المكسيكية مثل “لا لينا” و”كارتل سينالوا” تستولي على المهاجرين فور وصولهم إلى مدينة خواريز، وتجبرهم على البقاء في منازل سرية حيث يتم أخذ جميع ممتلكاتهم.

وبحسب منظمة “باين آس أ ستراتيجي”، فإن “عصابات المخدرات” “بعد اختطاف المهاجرين، تتصل بأفراد أسرهم للمطالبة بفدية (تصل إلى 20 ألف دولار وفقا لشهادات الناجين)، غالبا بعد أسبوع من اختطاف الشخص حتى تشعر الأسر بقلق أكبر واستعداد للدفع”.

وأكد خيسوس دي لا توري، مساعد مدير الهجرة الدولية في معهد “هوب بوردر”، على ضرورة تغيير الحكومتان الأمريكية والمكسيكية لسياساتهما المتعلقة بالهجرة لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، موضحا أن “أفضل وسيلة للحد من الجرائم ضد المهاجرين هي توفير مسارات هجرة آمنة ووضع القيم الإنسانية في صميم سياسات الهجرة.”