الوضوح

شاركها

وجدة تصطدم بتحديات مرورية وبيئية

جمال ازضوض

تشهد مدينة وجدة، في الآونة الأخيرة، تزايداً ملحوظاً في أعداد العربات المجرورة بالدواب، ما يعطل حركة السير ويرفع عدد الحوادث المرورية ويساهم في التلوث البيئي نتيجة انتشار فضلات الدواب.

وبينما تواجه المدينة، على غرار مجموعة من المدن المغربية، تحدي تنظيم حركة المرور، لاسيما في موسم الصيف، حيث تتوافد الآلاف من سيارات السياح ومغاربة الخارج، يجد السائقون أنفسهم مضطرين لاستعمال الطرقات جنباً إلى جنب مع العربات المجرورة بالدواب، والمعروفة ببطء سرعتها وتحركاتها غير المتوقعة، ما يؤدي إلى اصطدامات مع السيارات والدراجات النارية.

في هذا السياق قال بوعلي ناجي، أمين منتدب لدى النقابة الديمقراطية للنقل بجهة الشرق، إن “هذه الظاهرة كانت شهدت تراجعاً كبيراً في السنوات الماضية، بعد انتشار الدراجة النارية ثلاثية العجلات (تريبورتور)، غير أنه تُلاحظ عودتها بقوة خلال الآونة الأخيرة وتتفاقم يوماً بعد يوم”.

وأضاف ناجي،  أن تنقل هذه العربات وسط المدينة، لاسيما في بعض الشوارع الرئيسية التي تعرف حركة سير دؤوبة، “يشكّل تحدياً مقلقاً للسائقين المهنيين وغيرهم من مستعملي الطريق”، وزاد: “كما أن أصحاب هذه العربات يعمدون إلى إغلاق بعض الأزقة لتشكيل ما يصطلح عليها بـ’السويقة’، ما يضطر السائقين إلى تغيير المسار، مع كل ما يترتب على ذلك من فوضى”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن العربات المجرورة بالدواب تتسبّب في حوادث يمكن وصفها بـ”الخطيرة جدا”، وتلحق أضرارا مادية بليغة بالسيارات، وقد تتسبّب في سلب الأرواح، منبّهاً إلى أن “الخطير في الأمر أنه في حال وقوع حادثة سير بين سيارة وإحدى هذه العربات فإنه لا يمكن متابعة صاحب الأخيرة أو الاستفادة من تعويضات التأمين”، وداعياً إلى “تدخل الجهات المعنية من سلطات محلية ومنتخبين بجدية من أجل وضع حد لهذه الظاهرة”.

من جانبه قال شكيب سبايبي، فاعل جمعوي، عضو فريق المعارضة بجماعة وجدة، إن “انتشار العربات المجرورة بالدواب وسط مدينة وجدة إلى جانب تأثيره على حركية السير والجولان يضر بجمالية مدينة الألفية، وببيئتها، نتيجة إلقاء هذه الدواب فضلاتها وسط الشوارع والأزقة، دون أن تتم إزالتها، لتنتشر بذلك روائح كريهة، خاصة في فصل الصيف”.

وأبرز سبايبي، في حديث له، أن “أغلب مستعملي هذه العربات هم باعة جائلون، يظهرون بشكل أكبر في أوقات الصباح محمّلين بالخضر والفواكه ومختلف البضائع”، وأشار إلى أن مسؤولي مدينة وجدة “مطالبون بوضع قرار جماعي، أسوة ببعض المدن الأخرى التي باتت تغرّم أصحاب هذه العربات لإنهاء نشاطها، والتفكير في حلول، كاستبدال هذه العربات بالدراجات النارية ثلاثية العجلات أو إلحاق الممارسين للأنشطة التجارية بالأسواق النموذجية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *