يتخوف خبراء ونشطاء بيئيون تزامنا مع عيد الأضحى المبارك من غزو مخلفات الأضاحي شوارع المدن الكبرى المغربية، بسبب إهمال بعض الأسر وعدم مسؤولية الشباب الذين يشتغلون في العديد من المهن الموسمية أبرزها “شي الرؤوس” وجمع “البطانات” التي تحول أغلب الممرات الطرقية الرئيسية إلى “مزبلة مفتوحة”.
ولعل هذا الأمر تؤكده التجارب السابقة والتي سجلها أغلب المهتمين بالشأن البيئي على الصعيد الوطني، حيث بات عيد الأضحى فرصة لتحسين الوضع المادي لبعض الشباب وتخريب جمالية الشوارع الكبرى بالمخلفات الفاسدة لأضحية العيد، في ظل تسجيل قصور في الخدمات التي تقدمها الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة في أغلب المدن.
وفي هذا الصدد، قال سحيم محمد السحايمي، خبير في المجال البيئي ورئيس جمعية زهور للبيئة والتنمية المستدامة، إن “عيد الأضحى هو مناسبة دينية يمكن اعتبارها تصالحية بين المجتمع والبيئة، غير أنه هناك بعض الظواهر المجتمعية يجب التعامل معها بمسؤولية كشي الرؤوس التي لها محاسن كثيرة، رغم أنها غير صالحة للبيئة”.
وتابع السحايمي“على الأشخاص الذين يقوموا بهذه العملية وجب عليهم تنظيف المكان الذي تم تخصيصه لهذه الخدمة”، مشيرا إلى أنه “هناك بعض الشباب يتركون المكان بمخلفاته، وأن التخلص من مخلفات الأضحية يجب أن يكون بشكل معقلن”.
وأضاف الخبير البيئي أن “استعمال الأكياس البلاستيكية خلال يوم العيد أصبح أمر ضروري من أجل جمع المخلفات، وهذه حركات بسيطة تحتاج قليلا من الجهد والقوة بهدف الحفاظ على البيئة”.
وأكد أيضا على أن “الأسر المغربية يجب أن تحافظ على نظافة المحيط الدائر بهم، لأننا في أمس الحاجة لنظافة البيئة نظرا للتقلبات المناخية التي يعيشها المغرب والعالم بأسره، وحتى شركات النظافة يجب عليها تقديم أفضل الخدمات لتفادي كثرة النفايات”.
من جهته، قال عبد الإله الخضيري، رئيس جمعية حماة البيئة، إن “مدينة آسفي تستعد كباقي المدن، بناء على خطة عمل من خلال عدة إجراءات تتمثل في تعبئة الموارد البشرية واللوجستيكية، تحت إشراف السلطات المحلية وشركة النظافة التابعة للمجلس البلدي”.
وأضاف الخضيري، “لكن كل سنة تنبه جمعية حماة البيئة لعدة ظواهر بيئية، بعيدة كل البعد عن المقاصد العليا للشريعة الإسلامية”، مردفا: “قبل العيد، انتشار باعت الفحم بشكل غير منتظم وعدم تنظيف المكان بعد عملية بيعه”.
وتابع المتحدث ذاته:”في يوم العيد، إذا كان يوم فرح فهو يوم متعب بالنسبة لرجال ونساء النظافة، حيث نشاهد أحياء بكاملها سواء منها الشعبية او المدينة الجديدة”.
وأشار الفاعل البيئي إلى أنه “بعد عملية الذبح يتم رمي بقايا الأضحية في حاويات غير صالحة، مما يؤدي إلى خروج عصير بقايا الأضحية ودماء، وانتشار رائحة كريهة”، مضيفا أنه لا يخفى على أحد أكبر كارثة بيئية هي رمي ما يسمى “البطانة”.
وخلص رئيس جمعية حماة البيئة حديثه قائلا: “في الماضي كانت تعتبر أغلى ما يبقى من الأضحية وكان مرتبطا باقتصاد قوي حول صناعة البطانة واستعمال الجلد في صناعات مرتبطة بالصناعة التقليدية. اليوم نجد الأطنان منها مرمية في الشوارع وخصوصا بحي المطار. كما أن الشوارع تتحول إلى ساحة لشي الرؤوس وخصوصا الشي وسط الطريق”.
عن الايام24