الوضوح

شاركها

انتشار “البوفا” يقلق حقوقيين بالناظور

وائل بورشاشن

يدق حقوقيون بالناظور ناقوس الخطر بعد “الانتشار الكبير” لمخدر “البوفا” في صفوف الشباب، ورصدهم بيعَه علنا في أحياء مأهولة بالسكان، بل وقرب مدارس وكلية وملعب ومسجد بالإقليم.

وذكر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور أنه رصد “الانتشار غير المسبوق لتجارة واستهلاك العديد من المخدرات، وخاصة مخدر ‘البوفا’ الذي هو خليط من الكوكايين سيئ الجودة ومادة الأمونياك، ويتم توزيعه واستهلاكه وسط فئات واسعة من ساكنة الناظور نساء ورجالا؛ وهو ما تؤكده إحصائيات مركز محاربة الإدمان بالناظور”.

وتابع فرع الجمعية الحقوقية: “ساعد على هذا الانتشار الواسع انتهاج عصابات الاتجار بالمخدرات إستراتيجيات تجارية تروم تخفيض أثمان جرعة هذا المخدر المسماة ‘ميكرا’، التي يتراوح ثمنها ما بين 40 و60 درهما، من أجل توسيع قاعدة الإدمان والرفع من عدد الزبائن باستهداف حتى الفئات الضعيفة الدخل”.

وكشف ناشطون حقوقيون انتشار نقاط بيع علنية لهذه المادة المخدرة الخطيرة بإقليم الناظور، منها: نقطة بيع لأحد المروجين بالمنطقة الصناعية بسلوان على بعد بضعة أمتار من سد مراقبة طرقي للدرك الملكي، ونقطة بيع بالساحة الفارغة المتواجدة جنوب شرق الكلية متعددة الاختصاصات بسلوان، ونقطة بيع بالقرب من القنطرة المسماة “البكوري” بمدينة العروي، ونقطة بيع بالساحة المقابلة للثانوية الإعدادية المسيرة وسط مدينة الناظور، ونقطة بيع بالساحة المقابلة لملعب كرة القدم “كانتيرا” ببلدية بني انصار، ونقطة بيع بالساحة المقابلة لمدرسة “بدر” بحي أولاد بوطيب بمدينة الناظور، ونقطة بيع بالساحة القريبة من مسجد الرحمة بالحي ذاته.

وفي تصريح له قال الحقوقي عمر ناجي إن الجمعية جمعت هذه المعطيات “بناء على استقبال مجموعة من العائلاتِ التي تضرر أبناؤُها من هذه المصيبة، وكانت الشهادات مؤثرة جدا، ومن هؤلاء أبناء أطر عليا صاروا مدمنين”، وزاد: “كما أنجزنا بحثا ميدانيا بمشاركة مكتب محاربة الإدمان”.

وتابع الحقوقي ذاته: “سألنا عائلات الضحايا عن أماكن البيع، وذهبنا بأنفسنا للتحقّق منها، وعاينّا أن بيع ‘البوفا’ يتم بشكل علني، وحتى نهارا، دون خوف من أحد، علما أن هذا المخدر الخطير خليط من الكوكايين منعدم الجودة ومادة الأمونياك، ما يعني أن هناك مختبرات لإعداده ينبغي أن ترصدها السلطات”.

وشدّد عمر ناجي على “توسّع قاعدة الإدمان، الذي لا توضّحه الشهادات التي استقبلتها الجمعية فقط، بل توضّحه أيضا إحصائيات جمعية محاربة الإدمان بالناظور، والارتفاع الكبير في طلبات المستفيدين من علاج الإدمان”، ثم قال إن “دور السلطات ضروري، دركا وقيادة للمنطقة الأمنية وعمالة، لوقف الانتشار غير المسبوق لهذا المخدر والعصابات التي تروّجه”؛ كما طالب السلطات الصحية على المستوى الوطني بـ”إنجاز الدراسات المخبرية اللازمة حول مخدر ‘البوفا’ لمعرفة خصائصه وتأثيراته الخطيرة على صحة المواطنين واقتراح الحلول المناسبة للحد منها”.