الوضوح

شاركها

ميراث ثقيل ينتظر “البام” في جهة الشرق مع طي صفحة بعيوي

منير أبو المعالي

كما كان متوقعا، أصبح النائب البرلماني محمد الإبراهيمي، الأحد، أمينا (منسقا) جهويا لحزب الأصالة والمعاصرة في جهة الشرق، حيث يتعين عليه إدارة ميراث ثقيل تركه سلفه عبد النبي بعيوي، القابع في السجن على خلفية قضية كبيرة للمخدرات.

الإبراهيمي النائب عن دائرة بركان، ورئيس جماعتها، كان منسقا مؤقتا عينه الحزب بمُجرد ما ألقي القبض على بعيوي. ويسعى الحزب إلى وضع حد للتكهنات المظلمة بخصوص مصير فروعه في هذه الجهة بعد سقوط بعيوي، ومن ثمة، فقد استبقت القيادة الجماعية المؤتمر الجهوي ليوم الأحد، باجتماع مع البرلمانيين عن دوائر هذه الجهة، حيث جرى الاتفاق على ما يبدو، على تزكية الإبراهيمي منسقا جهويا، على أن يحتفظ النواب بصلاحيات واسعة في مناطقهم على خلاف ما كان عليه الحال في مرحلة بعيوي. ويملك الحزب نائبا في البرلمان عن كل دائرة في جهة الشرق، أي ثمانية نواب، وهو عدد قياسي.

واضطرت القيادة إلى تطبيق هذه الحلول لتخفيف شكوك البرلمانيين الذين كانوا موالين لبعيوي في الماضي، إثر عودة علي بلحاج إلى الحزب عضوا بالمكتب السياسي. تبعا لذلك، أتى تعيين حميد الشاية، وهو نائب برلماني عن دائرة فكيك، رئيسا للمجلس الجهوي في هذا المؤتمر. ورغم أن هذا المنصب شكلي بالمقارنة مع منصب المنسق الجهوي، إلا أن الهدف كان خلق توازن على صعيد الأجهزة الجهوية التي سيصبح قرارها النهائي يعود إلى القيادة المركزية في هذه المرحلة الجديدة.

كان مقررا أن تنزل القيادة الجماعية بثقلها في المؤتمر الجهوي. لكن المنسقة الوطنية للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري ألغت بشكل مفاجئ رحلتها إلى وجدة. أما زميلها في القيادة، المهدي بنسعيد، فقد أصيب بفيروس كوفيد 19، وتعين عليه عزل نفسه. بمعية صلاح الدين أبو الغالي، العضو الثالث في القيادة الجماعية، شارك رئيس قطب التنظيم، سمير كودار في هذا المؤتمر. رئيسة المجلس الوطني، نجوى ككوس غابت عن المؤتمر، لكنها بعثت بنائبين عنها.

يعول « البام » على أن يحافظ على مكاسبه في جهة الشرق التي تعد واحدة من معاقله. لكنه يعاني من أجل التفوق في السباق مع حزب التجمع الوطني للأحرار. فهذا الحزب حل أولا على صعيد نتائج الانتخابات الجماعية في عام 2021، بعدما كان الأصالة والمعاصرة مسيطرا في الماضي. مع ذلك، فقد حافظ على رئاسة جهة الشرق منذ 2009، حيث تولى علي بلحاج هذا المنصب في ذلك العام، قبل أن يخلفه عبد النبي بعيوي لولايتين منذ 2015 حتى اعتقاله نهاية العام الماضي، وجرت مسؤولين آخرين من هذا الحزب في هذه الجهة.

ورغم الشكوك، فإن القادة الجدد لديهم آمال كبيرة في استمرار السيطرة على مجلس الجهة على الأقل، على مقربة من بدء إجراءات تعويض رئيسها القابع في السجن. في المقابل، لا يعبر التجمع الوطني للأحرار عن مطامح في هذا المنصب في الوقت الحالي.

ويُلح رئيس قطب التنظيم في حزب الأصالة والمعاصرة، على أن الشرق « سيبقى جهة للبام »، مشجعا أعضاء حزبه على بلوغ المرتبة الأولى التي فقدوها في الانتخابات الماضية.

لكن مع اعتقال بعيوي، تتزايد الأسئلة حول قدرة الحزب في هذه الجهة على العودة مجددا إلى الواجهة. ردا على ذلك، قال أبو الغالي: « نقول لمن ينتظر شتات الحزب بهذه الجهة (..) من يمني نفسه بانتكاسة حزب الجرار نقول له: لم ترد أن تتعلم من التاريخ، لم ترد أن تستفيد من دروس حزبنا، لم تعرف أن قوتنا لم تكن في يوم من الأيام في حصد المقاعد الانتخابية، بل في قدرتنا على تخطي المصاعب والامتحانات والخروج منها بقوة أكبر ».