الوضوح

شاركها

طفل يفارق الحياة مرتين بمستشفى فاس

واجه والد طفل، يبلغ من العمر 10 سنوات، موقفا غريبا حين اكتشف، وهو يلقي نظرة الوداع الأخيرة على جثمان ابنه، الذي أصدر المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس شهادة وفاته، أنه لا يزال على قيد الحياة.

القصة تعود بدايتها إلى أول أمس الجمعة، وفق إفادات أسرة الطفل، حين أعلن الأطباء بالمستشفى الجامعي لفاس عن وفاة الطفل سفيان بعد عدة محاولات لإنقاذ حياته، لكن بعد ساعات من ذلك فوجئ الوالد، لحظة تأكده من الجثة قبل إدخالها إلى مستودع الأموات بمستشفى الغساني بفاس، بأن ابنه المسجى داخل سيارة نقل الموتى لا يزال يتنفس وينبض قلبه بالحياة.

وحسب إفادة قريب لأسرة الطفل، فقد تبين لوالد سفيان، بعد أن كشف عن جثته داخل سيارة نقل الموتى، أنه على قيد الحياة، قبل أن يخبر بذلك مسؤولي مستودع الأموات الذين أكدوا، بدورهم، بعد تشخيص حالة الطفل، أنه فعلا لم يفارق الحياة.

وأبرز مصدر  أن ذلك تم بعد مرور أزيد من 4 ساعات عن إعلان المستشفى وفاة الطفل، مشيرا إلى أن الواقعة أذهلت المشرفين على مستودع الأموات ومعهم الأطقم الصحية بمصلحة الطب الشرعي بمستشفى الغساني، الذين سارعوا إلى إخطار مسؤولي المستشفى الجامعي بالأمر.

وأضاف المتحدث ذاته أنه تمت إعادة الطفل، على وجه السرعة، إلى قسم إنعاش الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي حيث كان يخضع للعلاج من مرض وراثي عضال، حيث تم بعد فشل عدة تدخلات لإنقاذ حياته اعتباره في عداد الموتى، قبل أن يكتشف والده أنه لا يزال حيا قبل برهة من إدخاله إلى مستودع الأموات من أجل تغسيله وتكفينه.

وتابع المصدر ذاته أن والد الطفل كان قد سارع إلى استخراج شهادة وفاة ابنه، والقيام بالإجراءات الإدارية الضرورية تمهيدا لتشييع جنازته، الجمعة، بمسقط رأسه بضواحي جماعة أولاد الطيب بنواحي مدينة فاس، بعد أن تم حفر قبر له وإعداد مراسيم الدفن.

وحاولت الجريدة التواصل مع المركز الاستشفائي الجامعي لفاس لأخذ توضيح رسمي حول هذه الحادثة دون أن تتلقى أي رد. فيما أفادت مصادر مطلعة أن الإعلان عن وفاة الطفل المعني تم عقب تسجيل غياب جميع العلامات التي تدل على أنه لا يزال على قيد الحياة بعد فشل كل المحاولات لإنعاشه.

وأوضحت أن هذه الحالة تعد من الحالات النادرة جدا التي يمكن أن تقع في أي منطقة من العالم، مشيرة إلى أن الطفل، الذي كان يخضع للعلاج من مرض وراثي بسبب خلل وأعراض مميتة بالجهاز المناعي، تم إخضاعه بعد إعادته إلى المستشفى الجامعي للتنفس الاصطناعي بغية إنقاذ حياته مرة أخرى.

لكن الخبر المحزن الذي استيقظت عليه، صباح اليوم الأحد، أسرة الطفل “العائد إلى الحياة” هو إعلان وفاته بصفة نهائية ليلة السبت، حيث تم بعد استخراج وثائق الوفاة من جديد تسليم جثته إلى أسرته لدفنه، بعد مرور أزيد من 24 ساعة عن إعلان وفاته الأولى.

عن هسبريس