أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأربعاء ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29954 منذ بدء الحرب بين إسرائيل والحركة في السابع من أكتوبر الماضي.
وبلغ عدد الجرحى 70325 منذ بدء القصف الإسرائيلي المدم ر على القطاع الفلسطيني المحاصر. وتشمل الحصيلة “76 شهيدا و110 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية”، وفق بيان الوزارة.
وتثير الظروف التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة قلقا دوليا متزايدا على رغم الآمال بالتوصل الى هدنة محتملة تعمل عليها الدوحة والقاهرة وواشنطن، بعد نحو خمسة أشهر من حرب مدم رة بين إسرائيل وحماس.
وقصف الجيش الإسرائيلي مجددا الأربعاء قطاع غزة حيث خلفت الحرب نحو 30 ألف قتيل، وتهدد السكان بالمجاعة، وفق الأمم المتحدة. وتأمل الدول الوسيطة بالتوصل إلى هدنة قبل شهر رمضان.
وحذرت الأمم المتحدة من “مجاعة واسعة النطاق لا مفر منها تقريبا ” تهدد 2,2 مليون شخص يشك لون الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني المحاصر، لا سيما في الشمال حيث يحول الدمار الواسع والمعارك والنهب دون إيصال المساعدات الإنسانية.
وسبق للمنظمات الدولية أن حذ رت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جدا، ولا تكفي حاجات السكان.
وشددت الأمم المتحدة الثلاثاء على أن “مجاعة واسعة النطاق لا مفر منها تقريبا ” في غزة، خصوصا في الشمال حيث أصبحت المجاعة “وشيكة”.
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو أمام مجلس الأمن الدولي “ما لم يحدث أي تغيير، فإن شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة. …علينا أن نثابر ونتحمل مسؤولياتنا حتى لا يحدث ذلك أمام أعيننا”.
وتحدث راميش راجاسينغهام متحدثا باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عن تفش للمجاعة “لا يمكن تجنبه تقريبا “.
وقال “نحن في نهاية شهر فبراير، ويوجد ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ويعاني واحد من كل ستة أطفال تحت سن الثانية في شمال غزة من سوء التغذية الحاد والهزال”.
وأضاف “عمليا ، يعتمد جميع سكان غزة تقريبا على المساعدات الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة”، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى التحرك.
ولكن القصف لا يهدأ. خلال الليل، استهدف القصف الإسرائيلي مرة أخرى حي الزيتون في مدينة غزة حيث وردت أنباء عن قتال في الشوارع، وفق مصادر حماس وشهود، وخان يونس ورفح في الجنوب، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في قطاع غزة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، قتل 91 شخصا على الأقل في القصف في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر ليل الثلاثاء الأربعاء.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات برية في خان يونس التي تحو لت إلى ركام، فيما يستعد لهجوم بري في رفح الواقعة على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب وحيث يتكدس وفقا للأمم المتحدة، نحو مليون ونصف المليون فلسطيني معظمهم من النازحين، محاصرين في المدينة الواقعة على الحدود المغلقة مع مصر.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي مرارا أن العملية على رفح لا مفر منها لتحقيق “نصر كامل” على حماس، مشيرا الى خطة لإجلاء المدنيين من المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري الثلاثاء خلال مؤتمر لمنظمة الصهيونية العالمية، “من المنظار العسكري، لدينا علاقة ممتازة مع مصر، وعلينا أن نصغي الى المصريين ومصالحهم. يوجد اليوم 1,4 مليون شخص في رفح. لا يمكننا أن ننفذ عملية مع وجود 1,4 مليون شخص في رفح”.
حراك دبلوماسي
وفي مقابلة مع شبكة “سي أن أن” من رفح، قال رئيس المجلس النروجي للاجئين يان إيغلاند إنه لم يسبق له أن رأى “مكانا يتعر ض لهذا القدر من القصف على مدى هذه الفترة الطويلة مع سكان محاصرين الى هذا الحد دون أي منفذ”.
وشدد على أن المنظمات الإغاثية “غارقة في هذا المحيط من الحاجات”.
ورفح هي النقطة الوحيدة لدخول المساعدات التي ينبغي أن تأذن بها إسرائيل ولا تصل سوى بكميات محدودة جدا من مصر.
ولم تتمكن أي قافلة من الوصول إلى شمال قطاع غزة منذ 23 كانون الثاني/يناير، بحسب الأمم المتحدة التي تندد بالعرقلة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية.
وقال مروان عوضية أحد سكان المنطقة الشمالية لوكالة فرانس برس “لا طعام هنا. حتى العلف الذي كان من المفترض أن نأكله لم يعد متوفرا. لا نعرف كيف سنتمكن من البقاء على قيد الحياة.”
وتواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس سعيا لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11مارس، تتيح الافراج عن رهائن المحتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات الانسانية.
ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عاما إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أشار خلال مقابلة في برنامج على شبكة “إن بي سي”، إلى أن شهر “رمضان يقترب وهناك موافقة من الإسرائيليين على وقف العمليات خلال رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر “سنكون سعداء بتحقيق ذلك بحلول نهاية الأسبوع”. وأضاف “نحاول الوصول بهذا الاتفاق إلى خط النهاية، ونعتقد أن ذلك ممكن”.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء عن أمله بالتوصل الى هدنة.
وقال “لسنا بالضرورة متفائلين بأننا نستطيع الإعلان عن شيء ما اليوم أو غدا … بشأن التوصل إلى اتفاق ما … نحن جميعا نسعى إلى تحقيق هذا الهدف، لكن الوضع على الأرض لا يزال متقلبا “.
وفي إطار الحراك الدبلوماسي، بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء زيارة دولة إلى فرنسا حيث التقى بالرئيس إيمانويل ماكرون، وشد دا على ضرورة التوصل إلى “وقف لإطلاق النار بسرعة كبيرة”.
ودعا أمير قطر إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وقال إن العالم “يشهد إبادة جماعية للشعب الفلسطيني باستخدام التجويع والتهجير القسري” و”القصف الوحشي”.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعدما نفذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا وفق بيانات إسرائيلية رسمية.