الوضوح

شاركها

قصة صعود القيادة الثلاثية للبام والتضحية بوهبي وحنين لحركة لكل الديموقراطيين

كل شيء كان مُرتبا ومتفقا عليه مسبقا في المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة في بوزنيقة.
إعلان عبد اللطيف وهبي عدم ترشحه لولاية ثانية سهّل الأمور على التيار الراغب في إبعاده. كل شيء مرّ بسلاسة وأحيانا بطريقة سريالية، تختلف عن المعهود في مؤتمرات الأحزاب.. لايوجد مرشحون متنافسون، وليست هناك مفاجأت، كل شيء تم الاتفاق عليه مسبقا.
كان دور المؤتمرين الذين يفوق عددهم 3000، هو مناقشة التقرير السياسي والمصادقة على الأوراق والمصادقة على تعديل قانون الحزب للسماح بقيادة ثلاثية، وانتخاب مجلس وطني. إلى هنا انتهى دور المؤتمرين في مساء اليوم الثاني للمؤتمر.
وفي حدود الساعة الثامنة من مساء السبت اجتمع المجلس الوطني لانتخاب رئاسة المجلس الوطني. أعلن رئيس المؤتمر عن فتح باب الترشيح فرفعت نجوى كوكوس يدها، كانت المرشحة الوحيدة. لا أحد تقدم لمنافستها ولو شكليا. وقف أعضاء المجلس للتصفيق، وتم إعلانها رئيسة للمجلس خلفا لفاطمة الزهراء المنصوري.
بعد ذلك فتح باب الترشيح لمنصب الأمين العام، قالت رئيسة المجلس الوطني: “من يريد الترشح لمنصب الأمين العام؟”، فرفعت فاطمة الزهراء المنصوري يدها وحدها وسط تصفيقات في القاعة. ودون أن تنتظر إعلان رئيسة الجلسة أن هناك ترشيحا واحدا، طلبت الحصول على مكبر الصوت، وقالت إنها تقترح قيادة جماعية تتكون من صلاح أبو غالي ومهدي بنسعيد، وصعدوا جميعا للمنصة وسط التصفقيات والشعارات.
كان عبد اللطيف وهبي حاضرا خلال هذه الأجواء وطلب تناول الكلمة مباشرة بعد إعلان انتخاب القيادة الجديدة بالتصفيقات. وأمام الحضور شكر وهبي الحضور وأثنى على المؤتمر وقال “إنه مستعد أن يواصل العمل من داخل قواعد الحزب كمناضل”، لكن التأثر كان باديا عليه، وقد غادر مباشرة بعد إلقاء كلمته دون أن يستمع إلى كلمات أعضاء القيادة الثلاثية.
وخلال الكلمات الاحتفالية بعد الانتخاب ركزت القيادة الثلاثية على بعث إشارات تتعلق بالرغبة في إحياء روح حركة لكل الديموقراطيين، واعطاء نفس جديد للحزب، وتمت الإشارة إلى أن اختيار أحمد خشيشن رئيسا لأكاديمية التكوين في الحزب، وعضويته في المكتب السياسي جاء لكونه رئيسا لحركة لكل الديموقراطيين، (الحركة التي اسسها فؤاد عالي الهمة في 2007 وتحولت الى حزب البام ).
وجرى الحديث عن رغبة الحزب في العودة لعقد لقاءات في مختلف مناطق المغرب لاحياء روح الحركة.
هكذا انتهى المؤتمر بطي صفحة وهبي وفتح صفحة جديدة لم تظهر معالمها بعد في ظل الأزمات التي عاشها الحزب مؤخرا.