الوضوح/سمية بنطالب
توجت بلادنا بتنظيم عرسين أولهما العرس الإفريقي والثاني العرس العالمي، وكما كانت فرحة جميع المغاربة بهذا الإنجاز الكبير باعتبار الرياضة الديبلوماسية الناعمة التي أصبحت تلعب دورا رياديا في اشعاع البلدان والترويج لها على جميع الأصعدة, سياحيا، ثقافيا ، اقتصاديا، اجتماعيا…. ومونديال قطر خير مثال ،حيث كان التنظيم محكما على كل المستويات، فعكس التراث العربي وثقافة الأمة الإسلامية وقيم الدين الإسلامي ، فكانت له العلامة الكاملة.
لكن مجرد الإعلان عن الملاعب التي ستستضيف مباريات العرسين تبخرت أحلام بعض الجهات بالمغرب نظرا لإقصائها من أن تنال حصة من تنظيم بعض المباريات بها ، وعلى رأس هذه الجهات جهتنا الشرقية ، التي لم تنل حصتها من المباريات التي ستجرى بالمغرب في ظل العرسين ، الأمر الذي جعل ساكنة الجهة الشرقية بالخصوص تشيظ غضبا من هذا الإقصاء المتوالي لهذه الجهة وكأن الجهوية المتقدمة ومبادئها وتقسيماتها مجرد وهم وشعارات رنانة سرعان ما تظهر هشاشتها.
ورب سائل يسأل.. لماذا تم إقصاء الجهة الشرقية من حقها في تنظيم كأس افريقيا 2025، وكأس العالم2030 ؟ هل لا يزال التقسيم القديم المتمثل في المغرب النافع وغير النافع معمول به لحدود اللحظة؟، ومسألة اثنا عشر جهة مجرد اشاعة لا أساس لها من الصحة؟
وفي جانب آخر صدح صوت شاب أثقلته البطالة وسدت الطريق في وجهه، قائلا : لا معامل، لا مشاريع، لا قطار سريع، لا ملاعب لألعاب القوى، حتى التي كانت ببعض المدن الشرقية كوجدة اندثرت و ما زاد الطين بلة هو بعد إغلاق الحدود مع جارة السوء, أصبحت المنطقة شبه معزولة.
لماذا لم يتم مراعاة التعليمات الملكية السامية للألتفات للجهة الشرقية لانها هي الأخرى عضو من الجسد وإن مرض عضو مرض الجسد كله.
وجدة على سبيل المثال كانت تستحق على الأقل تنظيم كأس إفريقيا فهي تملك مطار دولي ومستشفى جامعي وسكة حديد وفنادق كان يلزمها فقط ملعب يليق بعاصمة الشرق.عيب أن تقصى من تنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم.
بركان والناظور طالهم التهميش هما الآخرين رغم وجود ثاني اكبر ميناء في افريقيا بالناظور وبنية تحتية متطورة ومطارات وسكة حديدية ، لم يشفع لها كل ذلك في تنظيم كأس إفريقيا على الأقل.
لماذا كل هذا الإقصاء وعلى جميع المستويات ؟ ألم يحين الوقت للتصالح مع كل الجهات وتفعيل مبادئ المساواة والتعاون والتجويد والتفريع بين الجهات المنصوص عليها دستوريا ؟
نتمنى من المسؤولين الإجابة فساكنة الجهة الشرقية تنتظر الجواب ليطمئن قلبها …
