سلطت تحقيق صحفي انجزه صحفيون ألمان الضوء على تورط الدولة الالمانية، الى جانب اسبانيا وفرنسا، في حرب الغازات السامة التي تعرضت لها منطقة الريف، في عشرينيات القرن الماضي.
وحسب التحقيق الذي تم بثه على اذاعة “اش اير 2” الالمانية فإن الهجوم الجوي بالغاز السام الذي تعرضت له منطقة، هو الاول من نوعه في العالم، واسقط خلال ثلاث سنوات ازيد من 10 الاف عبوة من الغاز السام المصنع في المانيا، والذي تم تطويره من قبل الكيميائي الألماني هوغو ستولتزنبرج وتم تصنيعه في المغرب وإسبانيا، على الرغم من أن تطوير الغاز السام كان محظورا بموجب معاهدة فرساي.
وحتى بعد مرور 100 عام، -تضيف الاذاعة- تظل هذه الحرب الاستعمارية بمشاركة ألمانيا دون حل إلى حد كبير، سواء في المغرب أو في ألمانيا أو في إسبانيا أو فرنسا. ولا توجد أرقام للضحايا أو دراسات أو إحصائيات رسمية. هناك شيء واحد واضح: لقد فقد الآلاف أرواحهم خلال الهجمات، وعانى العديد من الأشخاص من مشاكل صحية؛ وحتى الآن، فإن معدل الإصابة بالسرطان في هذه المنطقة أعلى بنسبة 60% منه في بقية مناطق المغرب.
واشارت انه منذ الستينيات، تطورت حركة هجرة قوية من الريف إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى. وان الجالية المغربية من الريف كبيرة بشكل خاص في منطقة الراين والماين وكذلك في منطقة الرور، وعواقب هجمات الغاز السام، ولا سيما العديد من حالات السرطان اللاجيني، تثير قلق المتضررين في كل جيل – محليا في المغرب و أيضا في ألمانيا-.
واجاب التحقيق الذي انجزه أندريا جايسلر وكريستيان كرينر في فرانكفورت ومراسلة قناة ARD دنيا صدقي في المغرب، عن العديد من الأسئلة المفتوحة: لماذا لا يُعرف سوى القليل عن هذه الحرب اليوم؟ لماذا لا يعرف سوى عدد قليل جدًا من الناس عن تورط ألمانيا في إنتاج وتوريد الغاز السام في هذه الحرب؟ كيف يتعامل أحفاد الضحايا الذين يعيشون في ألمانيا مع هذه القصة؟ وكيف ترد الحكومة الفيدرالية على هذه الجرائم التاريخية التي تنتهك القانون الدولي؟
واستمعت الصحفيون لنشطاء من منطقة الريف، والمؤرخ سيباستيان بلفور وخبير القانون الدولي البروفيسور تيلو ماراون بالاضافة الى المتضررين القاطنين في منطة الراين والماين ومنطقة الريف.