الوضوح:
دعت فعاليات من مدنية في صفوف الجالية المغربية بإسبانيا، إلى تنظيم مسيرة تضامنية مع ضحايا زلزال الحوز، الذي أودى بحياة 2901 شخصا، إلى حدود زوال اليوم الثلاثاء، تم دفن 2854 منهم، فيما وصل عدد الجرحى إلى 2562 شخص.
وفي هذا الصدد، أعلنت جمعية تيطاوين للمهاجرين المغاربة بإسبانيا، عن تنظيم مسيرة مساء اليوم الثلاثاء، بساحة بلازا دي بوتينس الشهيرة بمدينة ليون الإسبانية، داعية سلطات المدينة للانضمام لهذه المسيرة التي ستعرف لحظة صمت ترحما على أرواح الضحايا.
وقال في هذا الصدد، عبد الصمد ايحيا الخراز رئيس جمعية تيطاوين الداعية إلى هذه المسيرة بإسبانيا، “إنهم كجالية مغربية بإسبانيا تلقوا بتأثر وحزن عميق، خبر الزلزال الذي شرد العشرات من الأسر، ووفاة أطفال ونساء ومسنين، وهذا أمر محزن، لأنه من الصعب الاستيقاظ على خبر فقدان عزيز أو قريب”.
وأكد ايحيا في تصريح لجريدة “العمق”، أن عددا من المهاجرين بإسبانيا، لهم أقارب في مراكش وإقليم الحوز، تلقوا بصدمة خبر وفاة أقاربهم وإصابة آخرين، كأحد أصدقائه الذي فقد عمته وابنها، بينما أصيب شقيقه بإصابات متفاوتة الخطورة جراء انهيارات الزلزال.
وأضاف المتحدث، أن الهدف من هذه المبادرة، هو التضامن مع ضحايا الزلزال، وجمع التبرعات من كل من أراد المساعدة في مؤازرة الناجين، ثم إبراز أن صفوف مغاربة العالم من الجالية، موحدة مع الشعب المغربي داخل المملكة، مردفا أنهم سيعملون على تعميم هذه المبادرة التضامنية على صعيد إسبانيا كاملة.
وأوضح أن المبادرة التضامنية التي ستتبناها جمعية تيطاوين ستكون مفتوحة للجميع، حيث ستعرف المسيرة التضامنية حضور المهاجرين المغاربة وكذا ممثلين عن الحكومة الإسبانية على صعيد مدينة ليون، وكذا على صعيد الجهة، كما ستعرف حضور فعاليات سياسية وبرلمانيين إسبان، بحسب تعبيره.
إضافة إلى هذه الدعوات التضامنية، فقد كانت إسبانيا من أول الدول الصديقة للمملكة المغربية التي مدت يدها للمساعدة، حيث أرسلت فرق إنقاذ مصحوبة بكلاب مدربة ومعدات تقنية، للمساهمة إلى جانب فرق الإنقاذ المغربية باستخراج ضحايا الزلزال من تحت الأنقاض.
إلى ذلك، فقد أظهرت مقاطع فيديو مدى تضامن الجالية المغربية بفرنسا، الذين لم يتوانوا في جمع تبرعات عبارة عن ملابس وأفرشة لإرسالها إلى ضحايا الزلزال لتخفيف معاناتهم، بينما بادر أبناء الجالية في بقاع العالم إلى إرسال مساعدات مالية لمتطوعين بالمغرب قصد مساعدة الناجين من الزلزال.
وانطلقت من مختلف مدن المملكة المغربية، قوافل حاشدة محملة بمساعدات إنسانية ومواد غذائية، وجهت إلى كل من دواوير إقليم الحوز وتارودانت وغيرها من المناطق المنكوبة جراء هذا الزلزال المفجع.
وخلقت سرعة وعفوية المغاربة في المبادرة إلى مساعدة الناجين من الزلزال، إشادة عالمية، بعدما أظهر الشعب المغربي، لحمة كبيرة للمبادرات الفردية والجماعية لإنقاذ الضحايا، وكذا لتوجه مئات الآلاف عبر المدن إلى مراكز تحاقن الدم للتبرع بدمائهم لإنقاذ الأطفال والنساء والمسنين المصابين خلال انهيارات الزلزال.
وأعلن الملك محمد السادس، حدادا وطنيا وتنكيس للأعلام في هذه الحادثة المحزنة، بينما وجه القوات المسلحة الملكية على وجه السرعة لإيواء الناجين من الزلزال، وتعبئة جميع الموارد البشرية واللوجسيتية لإنقاذ الضحايا، وتنصيب مستشفيات عسكرية ميدانية لمعالجة المصابين.