انتهت رحلة لبؤات الأطلس في بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات المنظم بكل من أستراليا ونيوزيلندا، في دور ثمن النهائي عقب الخسارة الثقيلة أمام المنتخب الفرنسي بأربعة أهداف لصفر.
مسار لبؤات الأطلس “المتميز” في مونديال السيدات، كان محط تشييد واعتزاز من طرف المجتمع الدولي، مفتخرين بما قدمته اللاعبات المغربيات في أول مشاركة لهن في أهم مسابقة دولية لهذه الرياضة؛ كما عجت منصات التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، برسائل التضامن والتشجيع للمنتخب الوطني المغربي النسوي لكرة القدم.
وبالرغم من دخول لبؤات الأطلس التاريخ من بابه الواسع خلال هذه المنافسة، إلا أنهم لم يسلموا من الانتقادات اللاذعة، والتي كانت آخرها على لسان النائب البرلماني الفرنسي المتطرف، عن الحزب الاشتراكي، جوليان أودول.
وقال أودول، في تدوينتين نشرهما على حسابه الشخصي بمنصة “إكس“، المعروفة سابقًا باسم “تويتر“، قائلً افي الأولى : “تهانينا للمنتخب الفرنسي، الذي تأهل ببراعة إلى ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم للسيدات. كما أنه انتصار لحقوق وحريات جميع النساء على الفكر الإسلامي، لقد تم إقصاء الحجاب“.
وأضاف السياسي الفرنسي المتطرف، في تدوينتة الثانية على نفس المنصة: “يا له من إذلال لهذا الصديق المقرب من الإخوان المسلمين، مع أصدقائه اليساريين الإسلاميين، الذين لديهم هدف واحد فقط، وهو فرض عقيدة الإسلام السياسي وحجب المرأة الفرنسية. يجب أن يعتاد على ذلك.في فرنسا، لن تكون الشريعة هي القانون أبدًا!”.
خطاب “الإسلاموفوبيا” يعود للواجهة
تصريحات النائب الفرنسي المتطرفة، تعيد بقوة إشكالية انتشار “الإسلاموفوبيا” بين القادة السياسيين في فرنسا إلى الواجهة، والتي تعتبر موضع قلق ومناقشة، حيث تثير تصريحات بعض الزعماء الفرنسيين التحريضية، وكذا انخطراطهم في ممارسات تمييزية تستهدف المسلمين، (تثير) أسئلة عديدة حول دور القيادة في تعزيز التسامح والشمولية.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى الذي يثير فيها سياسي فرنسي الجدل بتصريحاته، حيث تم انتقاد العديدة من القادة الفرنسيين لاستخدامهم خطاب “الإسلاموفوبيا” كوسيلة لمناشدة شرائح معينة من السكان أو لدفع أجنداتهم السياسية، حيث لا تساهم هذه الإجراءات في خلق مناخ من الخوف والتحيز فحسب، بل لديها أيضًا القدرة على زيادة تقسيم الأمة على أسس دينية وثقافية.
انتشار “الإسلاموفوبيا” يساءل سياسة الشمولية بفرنسا
هذا، وتتضمن جهود مكافحة “الإسلاموفوبيا” بين القادة السياسيين الفرنسيين مساءلتهم عن تصريحاتهم وأفعالهم، فضلاً عن تعزيز التثقيف والتوعية بشأن العواقب الضارة لهذا الخطاب، حيث تلعب منظمات المجتمع المدني والنشطاء دورًا حاسمًا في تسليط الضوء على حالات “الإسلاموفوبيا“، وكذا الدفع نحو سياسات أكثر شمولاً.
وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع المواطنون والناخبون بسلطة مطالبة قادتهم بدعم قيم الاحترام والتنوع والمساواة للجميع؛ وفي نهاية المطاف، تتطلب معالجة قضية “الإسلاموفوبيا” بين القادة السياسيين الفرنسيين، مزيجًا من الضغط العام والتدقيق الإعلامي، والالتزام بتعزيز بيئة يشعر فيها جميع الأفراد، بغض النظر عن دينهم، بالتقدير والحماية.