يُرتقب أن يتوجه رئيس أركان الدفاع الجزائري، السعيد شنقريحة، إلى العاصمة الروسية موسكو في وقت قريب، من أجل مناقشة عدد من القضايا العسكرية مع روسيا، من بينها التداريب العسكرية المشتركة بين جيشي البلدين على الأراضي الجزائري في أواخر السنة الجارية.
وحسب ما أورده موقع “مغرب أنتليجنس”، فإن هذه الزيارة كانت مرتقبة أواخر الشهر الجاري، إلا أن التطورات الميدانية المتمثلة في الحرائق التي تشهدها الجزائر والمعارك الدائرة في أوكرانيا، أجّلت هذه الزيارة، لكن من المرتقب أن تحدث قريبا وفق نفس المصدر.
ويتوقع أن يناقش شنقريحة مع نظرائه الروس، قضايا من قبيل الاتفاقيات المتعلقة بالتسليح المبرمة بين الجزائر وموسكو، خاصة أن العديد من التقارير الدولية أشارت في الشهور الأخيرة، أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا وطول مدة الحرب التي فاقت السنة إلى حد الآن، أثرت بشكل سلبي على صادرات روسيا من الأسلحة، وأجلت الايفاء بالتزامات موسكو مع شركائها مثل الجزائر، من أجل توفير العتاد العسكري للحرب مع أوكرانيا.
كما أن الحديث عن الزيارة المرتقبة لشنقريحة إلى روسيا، تأتي بالتزامن مع عدد من التقارير التي تشير إلى قرب المغرب الحصول على أسلحة جديدة من إسرائيل، خاصة بعد رفع مستوى العلاقات الثنائية بين الطرفين، كما تتحدث تقارير أخرى عن احتمال وساطة إسرائيل لتسهيل حصول المغرب على مقاتلات إف 35 من الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أنه منذ أسابيع كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد قام بزيارة إلى موسكو، حيث التقى بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وهي الزيارة التي كانت عدة تقارير قد أشارت إلى أن من بين أسبابها هو حصول النظام الجزائري على ضمانات من موسكو للتوصل بمزيد من الأسلحة الروسية، في ظل الصراع المستمر مع المغرب على قضية الصحراء.
وكانت الجزائر قد وقعت صفقات للحصول على أسلحة جديدة من روسيا، قبل أن تتسبب الحرب في أوكرانيا على تأخير روسيا بالالتزام بالإيفاء بالعديد من الصفقات، وقد قالت تقارير إعلامية دولية إن تكلفة الاجتياح الروسي لأوكرانيا ترتفع إلى مستويات مؤثرة فيما يخص صادرات موسكو من الأسلحة إلى البلدان التي ترتبط معها باتفاقيات للتسليح، وعلى رأسها الجزائر، حيث دفع طول مدة الحرب على كييف إلى إيلاء روسيا أهمية أكبر لحاجيات جيوشها في أوكرانيا على حساب الصادرات الخارحية.
ويُرجح الكثير من المهتمين بالشؤون الجزائرية، أن الجزائر أصبحت تُدرك مدى صعوبة أن تلتزم روسيا في الوقت الراهن بالايفاء بالتزاماتها بخصوص تصدير الأسلحة، في ظل استمرار المواجهات العسكرية الطاحنة في أوكرانيا، وبالتالي قررت البحث عن بدائل أخرى، وهي بدائل كانت مطروحة لدى الجزائر منذ العام الماضي بعد تخصيص ميزانية ضخمة للدفاع تجاوز ت 20 مليار دولار.
ووفق ذات المصادر، فإن زيارة الرئيس الجزائري الأخيرة إلى الصين تدخل في إطار تعزيز العلاقات في العديد من المجالات، من بينها الحصول على أسلحة من الصين، خاصة أن هذه الزيارة تأتي في وقت وقعت الجزائر على عدد من الصفقات مع بكين من أجل الحصول على أسلحة جديدة لمواجهة التسلح الذي يقوم به المغرب في السنوات الأخيرة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن موقع “إنفوديفينسا” المتخصص في صفقات التسلح، كشف في دجنبر الماضي أن الجزائر تفاوض الصين من أجل الحصول على نظام الدفاع الصاروخي الباليستكي SY-400، مشيرا إلى أن الجزائر ترغب في تجاوز الاعتماد على روسيا في التزود بالأسلحة، بعد تخصيص ميزانية ضخمة للدفاع لسنة 2023.
كما كشف تقرير لموقع “مغرب انتلجينس” في مارس الماضي، أن الجزائر تتفاوض مع الصين من أجل الحصول على “ردارات” متخصصة في رصد الطائرات المسيرة عن بعد التي يملكها المغرب، كما حصلت في الأسابيع الماضية على أول دفعة من طائرات “الدرون” من نوع “Wing Loong 2” الصينية، وهي الطائرات التي يملكها المغرب أيضا.