أين اختبأ المفكرون والمثقفون؟
عبدالسلام المجلاوي/كندا
قد أكون غير منصف تجاه العديد من الكفاءات التي تحاول بقدر الإمكان المساهمة في الإبداع والابتكار في شتى المجالات.
لكن تتبع الساحة الفكرية في العقود الأخيرة تقود إلى الخلاصات السلبية التالية:
ـ تفكك الجسم الثقافي العلماني التقدمي
ـ تراجع الإنتاج في المجال الايديولوجي والسياسي من طرف المفكرين كأفراد او من طرف المنظمات السياسية الطامحة إلى التغيير نحو الأفضل
ـ تمكن الطبقة الحاكمة من توسيع قاعدتها واستقطاب النخب التي صارت تجري وراء المصالح المادية الانية وخدمة الأسياد الذين يوفرون لها منابر إعلامية واشهارية
ـ الاستعمال الاناني والشخصاني لوسائط التواصل الاجتماعي بدل التكامل الجماعي واستثمار التكنولوجيا للنقاش المفتح وخلق شروط تبادل الآراء بشكل حضاري لتقليص هوة الاختلافات القاتلة قبل فوات الأوان، باعتبار ان النخب التقدمية ومن لازال منها يناضل ضد الظلم والتخلف لم تستطع توفير الخلف الكافي، كميا ونوعيا.
أمام هذه الأوضاع، لا نرى حركة ثقافية نشيطة عبر الفعاليات الإشعاعية وعبر الصحافة والكتب، لا نسمع عن مبادرات مثقفين تدين ما وصلت اليه حالة البلاد من تأزم واحتقان..
طبعا نعرف أن الدولة وأجهزتها لا تتيح المجال بشكل متكافئ داخل الإعلام الوطني، بل تحارب كل ما هو جدي وملتزم بقضايا الوطن،
كما نعرف ان إمكانيات الصف الوطني المعارض ضعيفة ماديا، لكن الامكانيات البشرية والفكرية داخلها قوية خاصة إذا أتيحت الفرص للإبداع والاجتهاد في وسائل العمل وتم تشجيعها وتكوين أطرا كفأه للحاضر والمستقبل. وليس ذلك مستحيل اذا توفرت الارادة والعزيمة.
فكفى سكوتا عن الظلم والقمع والفساد
أينكم يا معشر المفكرين؟