المحامون الفدراليون: ضد مختلف الدسائس و الهجمات التي تستهدف قوة و شموخ مهنة المحاماة و كل اشكال التطبيع مع الفساد في كل المجالات المرتبطة بها.
في إطار الدينامية التنظيمية التي يعرفها حزب فيدرالية اليسار الديموقراطي، إنعقد المجلس الوطني لقطاع المحاميات والمحامين الفدراليين في دورته الأولى بتاريخ 14 يوليوز 2023 بمقر نادي هيئة المحامين بالرباط الكائن بزنقة أفغانستان حي المحيط . وبعد إستنفاذ نقط جدول أعمال المجلس بالمناقشة و التحليل على ضوء ما تطرحه الساحة المهنية للمحاماة من مهام والتزامات في ترسيخ رسالتها النبيلة في بعدها الديموقراطي و الإنساني الشامل لكل مناحي الحياة السياسية بما فيها السياسة الجنائية التي لا ينبغي أن تتنكر للمبادئ المتأصلة لدى الكائن البشري في الحرية و الكرامة والعدالة. قرر إبلاغ الرأي العام الوطني والمهني ما يلي:
إن مهنة المحاماة لازالت في مقاومة شرسة لمختلف الدسائس و الهجمات التي تستهدف استمرارها قوية وشامخة، بفضل الدور الذي تقوم به مختلف الإطارات النقابية و المهنية للمحامين الشباب والمرأة المحامية وكل شرفاء المهنة .
إن هذه المكانة التي لازمت مهنة المحاماة ببلادنا طيلة عقود مضت لن تنال منها أساليب الإصطفاف السياسوي من داخل بعض مؤسساتها إلى جانب خصومها في تحالف فج وممقوت لغرض إفراغها من طابعها النضالي والحقوقي كما توارثتها الأجيال عن رموزها التارخيين، والتي جعلتها تلعب دور ضمير المجتمع خلال سنوات الرصاص ،بفعل ما يتخده المحامون، من خلال مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب آنذاك من مواقف حقوقية مناصرة لحق الشعب المغربي في الديموقراطية و الحرية و الكرامة و القطع مع كل صور التعسف والتضييق على الحريات. حتى غدا بهو المحاكم وقاعاتها حلبة لتلقي نبض المجتمع و همومه. وهو دور خفت مع ما تسرب إلى الجسم المهني من مسلكيات عصفت بقيمه المثلى .
إن هذه الوضعية شجعت على الاستعداد، داخل الجسم المهني، للتطبيع مع كل أشكال الفساد في جميع المجالات المرتبطة بالحقل المهني للمحاماة. وتتلقن جراء ذالك، الاجيال الشابة في المهنة، مسلكيات تساهم في الإبتعاد بهم عن القيم النبيلة للمحاماة.
إن دور المحاميات والمحامين في الذود عن المهنة وترسريخ دورها الريادي في الدفاع عن الحقوق والحريات و ترسيخ العدالة الحقة ومحاربة الفساد يبدو واضحا من خلال إنخراطهم في كل المبادرات الرامية إلى تعزيز حصانة الدفاع واستقلاله ومناهضة التشريعات التي يستهدف بها التحالف الحكومي، المس بالحريات وبشروط المحاكمة العادلة والإجهاز على ما تبقى من مقومات مهنة المحاماة مستعينا في ذلك بمن هم محسوبون على صفه داخل المؤسسات المهنية، للتضييق على حرية بعض المحامين في التعبير عن رأيهم داخل هيئاتهم عما يطال تسييرها من إخلالات.
لقد أبانت الفضيحة التي فجرها تنظيم إمتحان الولوج إلى مهنة المحاماة وما رافقها من خروقات، عن تظافر رموز الفساد في حقل العدالة ببلادنا وكشفت بالملموس غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة كمبدإ دستوري .وساد مرة أخرى الإفلات من العقاب لمن تورط في ضرب مبدأ تكافء الفرص. وتنذر الطريقة التي دبر بها هذا التباري على الرغبة في الانزلاق بالمهنة إلى منحدر اكثر إنحطاطا مما هي عليه اليوم .وللأسف بتواطء حتى من بعض من أسندت إليهم مسؤولية تدبير شؤونها و الدفاع عنها ونصرة حقوق ممارسيها.
إن معشر المحاميات والمحامين يتوقون إلى تحسين شروط ممارستهم لمهنتهم، من خلال إجراء تعديل على قانون المهنة بما يرسخ مبدأ احتكارهم ، دون سواهم، لجميع طرق فض المنازعات سواءا بالتقاضي أو الوساطة أو التحكيم .خاصة وأن التوجه الرسمي للتحالف الحكومي ،يراهن دوما في مخططاته على المحاماة لامتصاص البطالة من صفوف خريجي الجامعات دون الاكتراث بما يعانيه ممارسوها من تداعيات لانتشار السمسرة و الفساد و تغاضي النيابة العامة عما تباشره جهات غريبة عن المحاماة، من مساطر قضائية تتم الإستجابة لها دون ردع مذكور.ناهيك على بقاء العديد من الأحكام الصادرة ضد الدولة والإدارات والمؤسسات العمومية،دون تنفيذ.
لقد ضل المجال الحقوقي في بلادنا، وما يطرأ عليه من مستجدات، في صميم إهتمام المحاميات والمحامين المغاربة. والمجلس الوطني ، إذ يسجل كثافة التضييق الذي طال العديد من الصحافيي والمدونين والنشطاء الحقوقيين و السياسيين على حقهم في التعبير عن الرأي من خلال فتح متابعات قضائية تعتمد ، وبشكل ممنهج وفج ،على تلفيق تهم ماسة بشرفهم واعتبارهم أحيانا، وبالمس بالأمن والنظام العامين أحيانا أخرى، لغاية إسكات الأصوات الحرة المنتقدة لتدبير الشأن العام الوطني.
وفي هذا الصدد فإن المجلس الوطني لقطاع المحاميات والمحامين الفدراليين يعتبر إستمرار اعتقالهم، تعسفا ينبغي إنهاؤه، بإطلاق سراحهم وسراح كافة معتقلي الحراكات الشعبية التي، لم تكن سوى إحدى تعبيرات الشارع المغربي للتنديد باوضاع مختلة جراء المس بالعديد من الحقوق والحريات .
إن المجلس الوطني لقطاع المحاميات والمحامين لحزب فيدرالية اليسار الديموقراطي ،وهو يستحضر التضحيات الجسام المقدمة لأجل الحفاظ وصون الوحدة الترابية في الصحراء المغربية ،ليعتبر أن الإستمرار في صيانة هذا المكسب رهين بتقوية الجبهة الداخلية من خلال خلق انفتاح حقيقي في مجال الحريات وحقوق الإنسان الكفيلة ببناء الثقة للمضي قدما بالبلاد نحو مستقبل النماء و الديموقراطية الحقة. مع المطالبة بإنهاء جميع مظاهر الإحتلال بشمال البلاد .
إن التزامات المغرب مع محيطه الإقليمي والعربي تفرض، الإستمرار في دعم نضال الشعب الفلسطيني وصموده في وجه الغطرسة الصهيونية، أمام صمت القوى الدولية العظمى التي تكيل بمكيالين كلما تعلق الأمر بهذا الصراع.كما تفرض الإنهاء الفوري لكل أشكال التطبيع مع هذا الكيان .
وعليه فإن المجلس الوطني لقطاع المحاميات والمحامين لحزب فيدرالية اليسار الديموقراطي، إذ يسجل مواقف مناضلاته ومناضليه من مختلف القضايا التي تشغل اهتمام المحاميات والمحامين المغاربة يطالب ب:
– بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة بما يجعله يصون كرامة المحامية والمحامي في ممارسة المهنة في إحتكار فعلي واستقلالية وحصانة حقيقيتين وبتدبير من مؤسسات مهنية مشكلة ديموقراطيا، وذات صلاحيات فعلية بعيدا عن وصاية تضييقية للنيابة العامة. ويحترم في تشكيلتها مبدأ المناصفة.
-يدعو معشر المحاميات والمحامين بمناسبة الاستحقاقات المهنية المقبلة إلى استحضار وحدتهم ولم صفوفهم لمواجهة كل نزعة تروم إلى تجريد المؤسسات المهنية من دورها الريادي في صيانة الحقوق والحريات والدفاع عن المصالح الفضلى للمحاماة ولممارسيها .
-التعجيل بخلق انفتاح في البلاد من خلال رفع كل القيود العملية و التشريعية على ممارسة حرية الرأي والتعبير وإطلاق سراح كافة الصحافيين والمدونين والمعتقلين السياسيين .
-الرفع من وثيرة نصرة مشروعية نضال الشعب الفلسطيني في مقاومة غطرسة الكيان الصهيوني ودعم حقه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . والاسراع بإنهاء جميع أشكال التطبيع مع هذا الكيان، والعمل على سن قانون يجرمه.
عن المجلس الوطني لقطاع المحاميات والمحامين لحزب فدرالية اليسار الديمقراطي.