الوضوح

شاركها

محمد الغفري:هل الإنسانية معنية بإدانة جرائم بدوافع الكراهية ؟

هل الإنسانية معنية بإدانة جرائم بدوافع الكراهية ؟

 

محمد الغفري/المغرب 

 

 

يوم 14 يونيو 2023 و بعد الاستماع إلى كلمات حضورية لكل من الأمين العام للأمم المتحدة وممثل عن الفاتيكان وممثل عن الأزهر اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2686 الذي أقر بأن خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من أشكال التعصب، يمكن أن يسهموا في اندلاع الصراعات وتصاعدها وتكرارها.

 

وقبل ان يجف الحبر الذي وقع به هذا القرار الأممي شهدت السويد وفرنسا جريمتين مرتبطتين بالكراهية وازدراء الاديان والعنصرية.

 

في يوم عيد الأضحى بالسويد الذي يوافق 28 يونيو 2023 أقدم شاب من أصل عراقي على فعل يصنف ضمن جرائم ازدراء الأديان حيث مزق رجل صفحات من القرآن ، ومسح بها حذائه ، ثم وضع لحم الخنزير المقدد في الكتاب وأشعل فيه النار. فعل هذا في ساحة مسجد بالعاصمة ستوكهولم .

 

وقبل هذا الحادث بيوم واحد اي يوم الثلاثاء 27 يونيو 2023 بضاحية نانتر الفرنسية عمد شرطي على قتل قاصر بدم بارد عبر أصابته برصاصة لمجرد انه يحمل بشرة بلون شمال أفريقي.

 

وصرح باسكال براش المدعي العام لضاحية نانتير -في مؤتمر صحفي يوم الخميس- بعد أن وجه للشرطي تهمة القتل العمد أن الشرطي المتهم سيمثل أمام قاضيين لإتمام التحقيقات في القضية لأن الشروط اللازمة لإطلاق النار لم تتوفر له.

 

إن ازدراء الأديان هو تعمّد النيل من الأديان ومعتقداتها وشخصياتها المقدسة لدى أتباعها، وإشاعة الأفكار النمطية السلبية بشأنها، وتبني مواقف متعصبة أو تمييزية في مجال الديانات والمعتقدات.

 

وإن حرق الكتب المقدسة سواء القرآن او الإنجيل او الثورات او االمهابهاراتا تعتبر جريمة ازدراء أديان وقد تؤدي إلى شعور العديد من اتباع تلك الديانة بالإهانة و قد تترتب عليها ردود أفعال عاطفية قوية قد تهدر فيها أرواح بريئة وخسائر في ممتلكات الآخرين ونفس الشئ بالنسبة لجريمة عنصرية فهي تذكي الشعور بالقهر لدى كل الملونين ضد البيض فيدفع ثمن هذه الجريمة العديد من الأبرياء من البيض والملونين.

 

إن جريمتي ازدراء الأديان و جريمة القتل العمد بدوافع عنصرية أصبحت اليوم جريمة تعترف بها المقررات الاممية وهي جرائم تعتبر خرقا صارخا لحقوق الانسان ومن واجب احرار العالم بغض النظر عن توجههم الفكري ادانتها وبصوت عال.