الوضوح

شاركها

علال بنور: حفيد أبي عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة في موقع السلطة السياسية بإسبانيا

حفيد أبي عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة

في موقع السلطة السياسية بإسبانيا

 

علال بنور – المغرب

 

في إحدى المعارك بين مملكة غرناطة وقشتالة، سقط أبو عبد الله الصغير أسيرا عام 1483، بيد التحالف المسيحي، فرناندو ملك اراغون وإيزابيلا ملكة قشتالة. مقابل إطلاق سراحه، تعهد أبو عبد الله لهما بقتال والده أبي الحسن وعمه الزغل، اللذان كانا ينافسانه على حكم امارة غرناطة، هذا التعهد سيزيد من درجة الحرب الأهلية بين الغرناطيين، الشيء الذي سيساهم من اضعاف سلطة بني الأحمر بغرناطة، أخذ الملكان الكاثوليكيان أبناء أبي عبد الله الصغير من زوجته مُريمة بنت علي العطار رهائن لديهما.

 

وبعد سقوط غرناطة عام 1492، أطلق الملكان الكاثوليكيان سراح الأمراء النصريين أبناء ابي عبد الله الصغير الثلاثة: محمد ويوسف وعائشة، التحقوا بابيهم أبو عبد الله لمرافقته الى المغرب، باستثناء عائشة التي فضلت البقاء بإسبانيا، وهي المزدادة سنة 1472 م، كانت قد اعتادت الحياة المسيحية في البلاط القشتالي.  بقيت في قصر الحمراء برفقة الملكين الكاثوليكيين. وتتير السيرة الذاتية لبني الأحمر، حكاية في الغرابة مما كان، قصة أميرة نصرية ذكرها Miguel Castillo صاحب مدونة الإرث النصري المهتمة بتاريخ بني الأحمر، وعلومهم وفنونهم وأثارهم الى اليوم.
في عام 1494، كان سن الملك فرناندو الكاثوليكي 42 عاما، بينما كان سن الأميرة عائشة النصرية بنت أبي عبد الله الصغير 22 عاما. بجمالها انجذب اليها الملك فرناندو والتي جعلها عاشقة له.

اعتنقت عائشة ابنة أبو عبد الله الصغير المسيحية، فغيرت اسمها العربي باسم   Isabel De Granada عاشت حياة الاميرات المسيحيات، فأنجبت عام 1495 من علاقتها بالملك فرناندو الكاثوليكي ابنها مغيل فرنانديز كابليرو الغرناطي. وفي اخر حياتها اعتكفت في أحد الأديرة للعبادة، الى حدود وفاتها يوم 11 يناير 1560 عن عمر فاق 88 عاما.

 

فعندما اختارت الاميرة عائشة الاعتكاف في الدير للتعبد، قام الملك فرناندو بإخفاء ابنهما، مخافة إثارة غضب زوجته الملكة إيزابيلا الكاثوليكية، فأبعده عن البلاط القشتالي، فأوكل أمر تربيته لإحدى العائلات القشتالية التي تكفلت بتربيته. لكنه لم يتولى أي منصب رفيع في إسبانيا، بسبب أصله العربي. مع ذلك منحه والده فرناندو الأراغوني، درجة فارس مع منحه اللقب الفخري، أمير مملكة غرناطة الجديدة، والتي تعرف اليوم بكولمبيا في أمريكا الجنوبية

 

 

وفي عام 1519 وبتوصية من أسقف قرطبة، انتقل مغيل ابن الأميرة النصرية عائشة إلى فرنسا، حيث تم تعيينه أمينا لمكتبة الملك الفرنسي فرنسوا الأول. وفي باريس ربط مغيل علاقة صداقة مع سكرتير الرسام الفلورنسي ليوناردو دي فينشي. وبعد وفاة الرسام دي فينشي سنة 1519، انتقل مغيل إلى منزله في ميلانو الإيطالية، حيث أشرف على ترتيب وتنظيم مخطوطات ليوناردو دي فنشي.
في سنة 1520 عين مستشارا للفيلسوف الإيطالي نيكولا مكيا فيلي صاحب كتاب الأمير ، وقد رجح بعض المؤرخين، أن يكون مغيل هو من روى الأحداث والتواريخ التي جعلت من مكيافيلي يستلهم من فرناندو الكاثوليكي شخصية كتابه الشهير “الأمير”،

 

وفي عام 1522 سافر إلى هنغاريا، حيث مثل الامبراطور الإسباني شارل الخامس في حفل زفاف شقيقة الامبراطور مارية من لويس الثاني الهنغاري. ثم عاد إلى البلدة التي ترعرع فيها، وتزوج هناك يوم 27 نونبر 1528 من Angela Fernandez Enriquez de Cordoba ابنة الماركيز، الذي رباه في صغره، وقد أنجبا ولدا حمل اسم خوان فرنانديز كابييرو، وبذلك استمرت سلالة بني الاحمر في إسبانيا بدون مهمة سياسية.
استقر مغيل في بلدة بييغو دي قرطبة إلى أن توفي عام 1575 عن عمر قارب 80 عاما.