ماقيمة الكلام.
من ديوان ’’أحاديث صاخبة’’
ياسين الرحموني/المغرب
ماقيمة الكلام
وبماذا يفيد التكلمُ،
أو الشرح بإطناب والتقوّلُ..
أيا قومي… إن الأعداء تغولوا
في حصار كل القوافل توغلوا
وعلى خطف الأمل والمقدرات تفننوا..
فأنشأوا مجالس الثعالب وتلونوا،
همُ الذئاب.. على نعاج يلعبوا
وتماسيحا، بعبرات تدمعُ
إذا تبطش وتبلعُ..
قد قاتلوا حورية ولبراءتها قتلوا
وإنهمُ الذين ضربوا.. وبكوا،
حتى يسبقوا للشكوى، يشتكوا.
ما فائدة الكلام
وبماذا يفيد التكلمُ
أو الشرح بإطناب والتقوّلُ
وإن البغاة.. قد بغوا..
في حرماتنا عبثوا
ولخيراتنا أكلوا الجُل..
وتركوا جَل الفتات ومضغوا..
عند مصالحهمُ..الشياطين عبدوا،
جوار الوقود أوقدوا النار ولدغوا.
وكانوا عسسا للأصنام..
وللأكاذيب بزغوا..
حتى يستبيحوا مقدساتنا
بكل مسميات تحررٍ..
ثم الحمير يصبغوا.
ما فائدة الكلام
وإن اللسان عن التوصيف يعجزُ
وقد تعصبت فينا، العُصبُ
وتحالفت هيئات، لها عَصبُ
لسخرية واستهزاء، علينا طغوا
وبقبحنا.. وحلاوة ثرواتنا
الكرامة فيها بلغوا،
إذ بالغوا وللإمتهان لم يلغوا..
وإنهمُ على الأحقاد وثبوا،
(ليستفزوا الرماد) وعليه يركبوا..
وإلى الله لم يرجعوا ولم يتوبوا
بعدما تكالبوا علينا – وتكلبنوا –
فكانوا همُ الضحايا..
عند كل عدوان عرمرمٍ،
فيه تجبر ورزايا.
ماقيمة الكلام
وبماذا يفيد التكلمُ،
او الشرح بإسهاب، والتنظرُ..
لتسوق الأوهام نساقُ
فلا نعد العُدة..،
إلا تعديدا لشعارات، وثرثراتِ
ودرءً لمختلف الآفاق..
وعدم الفياق..
عند المنحدرات السحيقة، يُتلطمُ
ولا يُأبه بضياع كبرياء، يُتضبعُ
وبمآسي أمة.. تركت النهوض
وصارت بلا مهابة، تتبضعُ..
جنب المذلة في تصفيقات تتنعمُ
كالنعامة التي فروعها،
تحت التراب تتنغمُ.
ماقيمة الكلام
وبماذا يفيد التكلمُ
أو تجدي جميع الكلمات..
وكل الطرقات مفتوحة،
على انغلاقِ
ومسدودة أمام وحلة انفتاحِ..
لقد كانت الكلاب تنبحُ
دونما كوكباتٍ تسير.. تنبحُ
لقد تركوها تقفز وتنبحُ،
من غيضها.. ستنفجر ولا تفلحُ،
وإنها مقيدة بالرذائل.. تسرحُ
عند عهارتها تسبحُ…
دعونا من كلب
مثل حمار، ينهقُ
ومن كلبة أمام عوراتها لا تزعق..
فليس لنا وقتُ،
للترهات.. وللحكايات التائهة
ليس لنا لها، ولكمُ وقتُ..
يابعضا من مدران.. وكلهِ
ليس لنا توقيت لكمُ،
ولا مواقيتُ.. ولا وقتُ.
شفشاون :
يوم الجمعة 13 مارس 2015 م
من ديوان أحاديث صاخبة الهمس.