الوضوح

شاركها

محمد أمين سامي: أهم التحديات المستقبلية، تحدي الخصوصية

أهم التحديات المستقبلية، تحدي الخصوصية

 

 

 

بقلم : محمد أمين سامي

خبير الاستراتيجية وقيادة التغيير. 

 

الخصوصية وماادراك ما خصوصية الأفراد وحماية معطياتهم الشخصية وبياناتهم أصبحت اليوم مسألة حيوية ومصيرية وإستراتيجية بشكل كبير، فمع التقدم العلمي والتكنولوجي أصبحت مسألة خصوصية الأفراد مسألة تطرح نفسها بشدة خاصة بعد تطور البرمجيات وظهور أتمتة جديدة قادرة على اختراق الخصوصيات وفق خوارزميات معدة لهذا الغرض، كما أن تطور مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم بفضل خوارزمياتها المتقدمة والمعقدة أصبح سهلا عليها اختراق خصوصية الأفراد وحتى المنظمات والدول  واستعمال معطياتهم وبياناتهم في مختلف العمليات التجارية والاستهلاكية والتسويقية.

 

ان العالم اليوم يعرف طفرة جديدة ودورة تاريخية ستقلب موازين القوى وستغير منظور البشرية للحياة فما كنا نشاهده في أفلام science fiction وكنا نقول أنها مجرد أحلام أصبحت اليوم وفي المستقبل القريب مشاريع منزلة على أرض الواقع، فالعالم اليوم يتحرك بسرعة مجنونة ووقود هذه الأخيرة هي الإنترنت السريع والتكنولوجيات الحديثة التي زادت من سرعة وحركية النسق المجتمعي بمختلف أبعاده.

 

 

فالتوقعات الجديدة لسوق تطور الأتمتة والذكاء الاصطناعي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لسنة 2023 يتبين أنه :

من خلال الرسم المبياني أسفله  أن 75% من شركات العالم مقبلة على اعتماد الذكاء الاصطناعي في أعمالها التجارية والخدماتية برمتها وهذا مرده إلى التوجه العالمي للرأسمالية العالمية الجديدة التي تسعى إلى أتمتة ومراقبة حركية الأشخاص والمنظمات بتوظيف آليات الذكاء الاصطناعي وجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها واقترح السيناريوهات الاستباقية من أجل التحكم والسيطرة وهذا لن يتأتى إلا باقتحام الخصوصية والوصول إلى البيانات والمعطيات الشخصية التي تشكل قاعدة ومدخلا للذكاء الاصطناعي، كما يتضح ان 69 مليون وظيفة ستظهر خلال السنوات القادمة مرتبطة بالأتمتة والذكاء الاصطناعي،  منها ظهور مطوري برامج حماية المعطيات الشخصية والمهنية، وظهور تخصصات ووظائف وشعب مرتبطة بتحليل البيانات وتحليل برامج الحماية واقتراح أخرى جديدة، كما ستساهم في بروز نوعية جديدة من الشركات والخبراء المتخصصين في مجال حماية المعطيات الشخصية…

كل هذه الأمور وغيرها تجعل أن تحدي الخصوصية تحدي من أهم التحديات المستقبلية.