الوضوح

شاركها

البدالي صافي الدين:ساكنة قلعة السراغنة بين اليأس والأمل

ساكنة قلعة السراغنة بين اليأس والأمل

 

صافي الدين البدالي/المغرب

 

من حقنا أن نتفاءل و من حقنا أن نرجو لمدينتنا ،مدينة قلعة السراغنة ، مدينة المقاومة و النضال و الصمود، مدينة الشهداء من أجل الاستقلال و التغيير والديمقراطية، من حقنا ان نرجو لها تقدما على غرار المدن المغربية ، رغم حوادث الزمان و إكراهاته و تقلباته. إنه الأمل الذي ظل يراود ساكنة هذه المدينة منذ ثلاثة عقود.

 

أمل الخروج من دائرة التخلف المخيف و البؤس السياسي إلى نور التقدم و الازدهار الاقتصادي والعمراني والثقافي والاجتماعي والإنساني. إنه الأمل الذي تحول الى يأس قاتل بفعل طغيان الفساد و تسرب الجهل الى مراكز القرار، في غياب إرادة سياسية قوية للمسؤولين، من سلطات وطنية وإقليمية ومحلية ومن منتخبين جماعيين و برلمانيين . كان الأمل يراود ساكنة القلعة ، أمل بناء جامعة ذات المواصفات الدولية و الوطنية، تكون قطب العلم و المعرفة و البحث العلمي و التقدم، لها فضاء شاسع و مرافق اجتماعية من سكن ومطاعم و منتزهات للمراجعة و المطالعة و ملاعب رياضية وأندية ثقافية وفنية وعيادات طبية، ذلك هو الطموح والأمل.

 

ذلك الأمل الذي أصبح مادة دسمة في فترات الانتخابات لاستمالة الشباب و الشبات منذ إنتخابات 2007 و مادة استهلاك للعمال المتعاقبين على هذا الإقليم . إنه الأمل الذي تحول إلى يأس، بل إلى بؤس، حينما قرر المجلس البلدي تخصيص السوق الأسبوعي لهذا العالم العلمي، وسط التجزئات السكنية ،تجزئة السلام و النخلة ، ثم تجزئة بدر و تجزئة المنار و دوار الكرس . إنه تبخيس للعلم و العلماء و للطلبة والطلبات واختيار يسيء الى المدينة و إلى شبابها و إلى الأجيال الصاعدة .

 

فهل يعقل أن ينال المضاربون العقاريون كل التسهيلات من أجل الاستيلاء على كل الأراضي بمحيط المدينة، أراضي مسترجعة و أراضي الجموع وأراضي الدولة من أجل تشييد تجزئاتع و الكسب السريع و الاغتناء غير المشروع و دون ترك أرض مناسبة لبناء الجامعة، إنه العبث بعقول الساكنة و دغدغة عواطفها.

 

فما ذنب هذه المدينة أن تعيش أزمة تعليم جامعي كما عاشت جريمة الإقصاء من تعليم إعدادي و ثانوي منذ ما قبل الاستقلال حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي ، رغم أن هذا التعليم ظل ناقصا من عدة شعب وجب التوجه إليها إلى مراكش . إن الذين يضعون التعليم بكل أسلاكه و مستوياته في مؤخرة قطار التنمية المستدامة يحكمون على البلاد بالتخلف و الجهل و الأمية حتى تصبح في عالم النسيان .أما العامل الثاني وهو عودة مستشفى السلامة إلى أيامه الجميلة من حيث العطاء و العلاج المجاني و روعة الخدمات الصحية في جميع التخصصات حتى أصبح قبلة مرضى من انحاء المغرب و كانه مستشفى جامعي.

 

ىقد انتظرت ساكنة هذه المدينة عودة هذا المستشفى الى عهده القديم بعدما تقرر اصلاحة و توسيعه ،لكن ذلك الأمل تحول الى يأس قاتل مرة أخرى بعد أن تلاعب في مشروع اصلاحه وتوسيعه أيادي خفية و ذوي النيات السيئة الذين حولوه الى مؤسسة تنتج الموت و تصدر المرضى الى المصحات الخاصة في إطار المتاجرة في صحة وأرواح الناس . إنه واقع مر لم تنفع معه صرخات المرضى غ و لا الوقفات الإحتجاجية للمجتمع المدني وقوى سياسية تقدمية و نقابية و ممرضين و ممرضات شرفاء، و هو ما يعني بان المسؤولين على هذا القطاع لا يعيرون أي اهتمام لمطالب الساكنة، و لا للأطر الصحية الواعدة، بل يتلذذون بحرمان الساكنة من ذلك الأمل المنشود و هم يزرعون في قلبها اليأس. إنه أمل ضاع مع تغلغل الفساد و نهب و تبديد مالية هذا المستشفى الذي تحول الى عبارة عن بنايات فقدت قدسيتها و دورها النبيل والشريف في أيام العزة و الشرف المهني و النفوس النقية ، ايام زمان قبل أن يحل به حاملو ثقافة الوندال ليدمروا ما بقي منه ، لأنهم لا يريدون لهذه المدينة خيرا. لكن الأمل يظل مرجوا و مبتغى حتى لا نموت باليأس المقصود .