الوضوح

شاركها

برعلا زكريا: إحياء اليوم العالمي للكتاب.. هل أهمل المغاربة غذاء العقل؟

إحياء اليوم العالمي للكتاب..

هل أهمل المغاربة غذاء العقل؟

 

 

برعلا زكريا – المغرب

 

يعتبر اختراع الكتابة أهم منعطف في تاريخ البشرية، وبحسب بعض الدراسات، فقد ظهرت قبل الميلاد بخمسة آلاف سنة في بلاد الرافدين. ومنذ سنة 1995، صار العالم يحتفي كل سنة في الثالث والعشرين من أبريل بالكتاب وحقوق المؤلف.

وفي المغرب، لطالما نبهت العديد من التقارير إلى ضعف الإقبال على الكتب ، يؤكد ذلك تصريح لوزير الشباب والثقافة المهدي بنسعيد، أفاد من خلاله بأن ثقافة الكتاب شبه منعدمة، وأن معدل إنفاق المغربي على الكتب لا يتجاوز 4 دولارات في السنة.

أزمة القراءة بالمغرب يمكن معاينتها بوضوح على مستوى الأسر، وفي الحياة اليومية، وفي إيرادات المكتبات التي أفلس العديد منها بسبب ضعف الإقبال.

من جهة أخرى، فإن متوسط ما يقضيه المغاربة بمواقع التواصل الاجتماعي يقارب الثلاث ساعات يوميا، كما أن الشعب المغربي هو واحد من أكثر الشعوب العربية التي تعتمد على “اليوتيوب” بشكل كبير للغاية بحسب موقع statcounter.

من خلال ذلك، فإن المغاربة يحرمون أنفسهم من متعة القراءة وفوائدها الجمة، المتمثلة في تنوير العقول وتحقيق التنمية المنشودة، وتجويد الحياة من كل جوانبها، مقابل التعرض لأخطار لا حصر لها بسبب الإفراط في استعمال الأنترنت.

وإذا كان البالغون أحرارا في اختياراتهم ويتحملون مسؤوليتها، فمن واجبنا الانتباه للصغار، وتربيتهم على حب الكتاب وشغف القراءة، ولنا في الصين خير مثال، هذا المجتمع الرائد يفرض قيودا صارمة على استعمال الشاشات من طرف الأطفال.

مع ذلك، يلاحظ تحسن ملموس بخصوص التحسيس بأهمية القراءة لدى بعض الأسر المغربية الواعية بفوائدها، وكذا بعض الأساتذة ومؤسسات التربية والتعليم، هذه الجهود أثمرت تفوق أطفال المغرب في مسابقة “تحدي القراءة العربي” الذي أطلقته دولة الإمارات كالبطلتين مريم أمجون وإحسان حاضر. يدل ذلك على أن أطفال المغرب يتوفرون على القدرات اللازمة للتميز، ولا ينقصهم سوى حسن التوجيه والاهتمام.

كما لا ننسى أن المغرب يمتلك تاريخا ثقافيا غنيا، وكثيرا من الكتب الهامة والأدب الممتاز، والشعر الجميل، وأسماء وازنة في التأليف، على غرار محمد بن عبد الكريم الخطابي والطاهر بنجلون وفاطمة المرنيسية وعابد الجابري والمهدي المنجرة وعبد الله العروي ومحمد شكري واللائحة تطول…