روح “محمد كرينة” تطارد القتلة حتى في مضاجعهم
البدالي صافي الدين/المغرب
أقدمت آلة الاغتيال للنظام المخزني في 24 أبريل من سنة 1979 على اغتيال الشهيد محمد كرينة بعد التعذيب الوحشي الذي تعرض له على إثر اعتقاله لما قام يدعو إلى إضراب عام بمناسبة يوم الأرض (30 مارس) دعا له كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والكونفدرالية الديمقراطية للشغل. خرج كرينة من أجل إنجاح اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني في الذكرى الثالثة ليوم الأرض التي اغتصبها الكيان الصهيوني. خرج يدعو إلى إحياء ذكرى يوم الأرض الفلسطينية. إنه أول شاب عربي يسقط شهيدا من أجل القضية الفلسطينية و هو لازال في مقتبل العمر، تاركا وراءه مشعل الاستمرار في النضال للشباب المغربي و العربي و الإسلامي من أجل فلسطين شعبا و أرضا.
لقد وضعت آلة الاغتيال المخزني حدا لحياته، خدمة للكيان الصهيوني، حتى لا تظل القضية الفلسطينية قضية الشباب المغربي و العربي و الإسلامي .و منذ اغتيال الشهيد محمد كرينة و القضية الفلسطينية تزداد اهتماما وسط الشباب المغربي ، رغم الآلة القمعية التي تتصدى للمتعاطفين مع الشعب الفلسطيني و تتعرض كل تظاهرة تضامنية مع هذا الشعب الى القمع و التضييق ، و هي سياسة النظام من أجل التطبيع المكشوف مع الكيان الصهيوني الذي ظل ولا يزال يغتال الشباب الفلسطيني أمام أعين المنتظم الدولي وأمام الصمت المشبوه و المريب للأنظمة العربية و الإسلامية الحاكمة التي تهرول نحو التطبيع مع هذا الكيان الغاشم و المتسلط، الذي اغتصب أرض فلسطين ويسعى إلى اختراق كل الشعوب العربية والإسلامية بعدما أفلح في استقطاب عملاء كثر بمراكز القرار يشتغلون على حسابه في هذه الدول، حيث انتقل من التطبيع المقنع ” masqué” إلى التطبيع المكشوف ” exposé”.
لقد كان يوم الأرض 30 مارس 1979 نقطة تحول في المسار السياسي بالمغرب ، و كان اغتيال محمد كرينة بمناسبة يوم الأرض عنوان المرحلة المقبلة، إذ أصبح القمع و الاختطاف و الاغتيالات سمة المشهد العام الاجتماعي والسياسي والمدني و الحقوقي ، فانطلق مسلسل قمع الحريات العامة والتضييق على اليسار و الاجهاز على الحقوق التعليمية والصحية . و هو المسلسل الذي دشنه الوزير الأول الراحل المعطي بوعبيد و الراحل إدريس البصري وزير الداخلية ليحكموا البلاد بالجمر و الرصاص.لكن ظل دم محمد كرينة يسقي أرض الوطن حتى لا تموت القضية الفلسطينية و حتى لا تضيع حقوق الشباب المغربي و الفلسطيني .
رحل محمد كرينة لكن ظل حاضرا في كل مناسبة لإحياء ذكرى يوم الأرض .رحل وكان في تأبينه قادة اليسار و رموز حركة التحرير الشعبية ، كان ممن رثاه شعراء من سوس و من الأطلس و من طنجة و الرباط و الدار البيضاء ومن فاس … و من القدس و من رام الله و من الخليل و من غزة و من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وفي لبنان وفي الاردن و في مصر و تونس .
حينما حمل نعشه مناضلون على أكتافهم ، تعالت الزغاريد ، زغاريد عريس الشهداء من نساء سوس و الأطلس و الريف و فلسطين و هتف الشباب ” وا … اسقينا وا … روينا من دمك يا …كرينة ” شعار لا زال يرفع و سيظل يرفع حتى يقع الكيان الصهيوني ارضا وحتى يتحقق النصر الفلسطيني ومعه انتصار الشعوب العربية والإسلامية على الاستبداد و القهر و على الامبريالية/ الصهيونية.