الوضوح

شاركها

 ليلى الشافعي: الزجل و الحكاية في حضرة الزهراء أزريق

الزجل و الحكاية في حضرة الزهراء أزريق

 

 

 ليلى الشافعي/ المغرب 

 

ينبثق فجأة من اللامكان جسد أنثوي مدثر بالأصفر يصدح، في تموجات صوتية ومضمون أثار إعجاب الجمهور، بقصيدة زجلية تتناول العلاقة الشائكة بين المرأة والرجل، لكن هذه المرة المرأة هي التي تأخذ الكلمة وتحكي تصورها للأشياء، صادحة برأيها في الرجل.

 

 

 

المرأة هي الفنانة والزجالة متعددة المواهب، الزهراء ازريق، والمناسبة هي اللقاء الذي نظمته معها مؤخرا كل من “جمعية بنسليمان الزيايدة” و”منتدى مبدعات بلا حدود” بصفتها زجالة وحكواتية، دون الحديث عن مواهبها الأخرى كمسرحية وفنانة تشكيلية وممثلة سينمائية.

 

تحدثت الزهراء ازريق في قصيدتها “إيلا كنتي البراد، ليقاما هاذي”، عن التنشئة الاجتماعية للمرأة التي تمنعها من الانفتاح على الرجل، وعن لجوئها للبديل الذي يتشكل في دهائها ولعبها على حبائل أنوثتها، لكن في ذات الآن، تتساءل حول ماهية الرجل، وهي تشير في اتجاه الرجال المتواجدين في القاعة وكأنها تعنيهم، في جو ينشر الابتسامة سواء لدى الرجال أو النساء الحاضرات.

 

وبعد الفاصل الموسيقي الذي أنجزه الفنان المغربي عبد الرزاق زنبور، عادت الزجالة هذه المرة كحكواتية مدثرة باللون الأبيض، لون الصفاء والحكمة التي تستشف من حكاياتنا الشعبية؛ كانت هذه المرة تتوجه إلى كافة الجمهور الحاضر بنسائه ورجاله، وكانت وهي تحكي تبدو مأخوذة بالحكاية مع حركات مسرحية تؤكد ما كانت تذهب إليه.

 

تقول الزهراء ازريق جوابا عن سؤال حول فن القول، إن هذا الأخير، ومن خلال تسميته، فإنه يتسم بفنية، ألا وهي متعة الإلقاء، مسترسلة “متعتي هي التفنن في الإلقاء بالدارجة المغربية، التي أعتبرها قوتي ومصدر تميزي، أقول دائما، عندما أتكلم الدارجة المغربية في الزجل والحكاية، كأنني أمضغ ثمر بوزكري، كلما زاد مضغه ازدادت حلاوته”.

 

وعن رأيها في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من شهر مارس الذي يشكل بداية فصل الربيع، قالت إن هذا التاريخ لا يشكل سوى سببا للتذكير بالأشياء التي تحبها النساء، وكذا بما يشكل عائقا اتجاه المساواة الفعلية، قائلة :”نعيش يومنا بالشكل الذي نرتاح فيه، لكن هذا لا يمنع من أننا نعاني في يومنا هذا من أشياء وتصرفات ناتجة عن عادات وتقاليد تجعل صفو يومنا يتعكر بين الثانية والأخرى”.

 

واستطردت “لهذا وجب دق ناقوس الانتباه وأن نقول بصوت واحد: نحن هنا، ومن حقنا حياة كريمة ومساواة تليق بنا كمخلوقات نشكل الجزء الآخر أو نصف الحياة في هذا الوجود”.

 

وعن سؤال حول السر الذي يكمن في تعدد مواهبها، إذ فضلا عن الزجل والحكاية، فهي تشغل مجالات إبداعية أخرى على رأسها التشكيل والإبداع المسرحي والسينمائي علاوة على قصص الطفولة، أفادت أن طبيعتها هي التعبير بشتى الألوان عما يخالج صدرها من أفراح وآلام، وقد تكون هناك مواضيع لا تعنيها بشكل مباشر، لكنها تعبر عنها.

 

وقالت الزجالة ازريق: “لقد عبرت عن هذا التنوع اللاإرادي في قصيدة “إلهام”، التي كتبت فيها (مللي تجي ساعة الإلهام/ ما نعرفها لوحة ولا قلام/هي الحاكمة وشادة الزمام/ قالت لوحة تكون لوحة/ قالت قلام يكون قلام/ مرة زجالة ومرة تشكيلية/ مرة حكواتية ومرة مسرحية/ وهذا جنان خيرة/ ربي اللي عطاه ليا)”.

 

تجدر الإشارة إلى أن الزهراء ازريق، تعد شاعرة زجالة وحكواتية وفنانة تشكيلية ومؤلفة ومخرجة مسرحية وممثلة تلفزيونية وسينمائية، وقد ألفت ما يربو على ستة دواوين زجلية وثلاث قصص للأطفال وسبع مسرحيات كما كتبت كلمات الألبوم الغنائي “جدبة الرما” لعبيدات الرما وفي مجال الحكاية ألفت ما يناهز عن سبعين حكاية للكبار والصغار، كما أنها تتقن فن الحلقة بطريقتها الخاصة، من تأليف وتشخيص.

 

كما نشطت الزجالة عددا من البرامج الإذاعية، وكفنانة تشكيلية أقامت عدة معارض فردية وجماعية، كما شخصت أدوارا في تسعة أفلام سينمائية وبرامج تلفزيونية فضلا عن مشاركتها في العديد من الملتقيات والمهرجانات الفنية والأدبية في مختلف مناطق المغرب وكذلك بالخارج.

 

أما بالنسبة للفنان عبد الرزاق زنبور، فهو عازف على آلة العود خريج المعهد الموسيقي كمال الزبدي بالبيضاء، عضو الفرقة الموسيقية لجمعية القمر الأحمر، لحن أعمالا لكتاب مغاربة وعرب، عضو لجنة التحكيم في المسابقات الفنية التي تنظمها المديرية الإقليمية مولاي رشيد بالبيضاء، ساهم في تنشيط عدد من الجمعيات سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.