الوضوح

شاركها

“العصفورة” لقب صانع المكائد في الوسط المهني

“العصفورة”

لقب صانع المكائد في الوسط المهني

 

 

برعلا زكريا – المغرب 

 

هناك العديد من الأسماء الشائعة التي تطلق على الشخص الذي ينقل الأخبار في العمل، ويحاول التودد للمسؤول أو صاحب الشركة، كما يحرص على خلق المشاكل لباقي الزملاء.
في بعض المجتمعات، يطلقون عليه اسم “المحبوك”، وذلك لأنه يحبك الأحداث والشائعات وينسجها بطريقة تؤدي إلى خلافات بين الزملاء. وفي بعض المناطق، يطلقون عليه اسم “الكاتم”، وذلك لأنه يخفي الحقيقة وينشر الأكاذيب، مما يؤدي إلى إحباط الزملاء وتعطيل العمل.

 

وفي مصر، يطلقون عليه اسم “العصفورة”، وذلك لأنه ينقل الأخبار من مكان إلى آخر بسرعة ومرونة، مثلما يتحرك العصفور بين الأغصان.

 

وهناك أيضا أسماء أخرى مثل “المحرش” و”المزعج” و”المتلصص” و”المتسلط” وغيرها. وعموما، يتم استخدام هذه الأسماء لوصف الشخص الذي يحاول التقرب من السلطة ويخلق المشاكل لزملائه في مكان العمل.

بالطبع، لا يمكن أن تكون الحياة في مكان العمل مثالية، فهناك دائما عنصر واحد على الأقل يحاول التقرب من المسؤول ويخلق المشاكل لزملائه، وقد ينجح فعلا في تسميم وشحن الوسط المهني بالتوتر.

 

لكن، الذي يدعي أنه ينقل الأخبار بطريقة محايدة وعادلة، لا يخفي حقيقة أنه يحاول التودد بشكل مكشوف، ولا يتردد في إطلاق الشائعات والأقاويل الخبيثة عن زملائه. فقد تمسك هذا الشخص بصورة سلبية في العمل.

 

إذا كنت تعرف هذا النوع من البشر، فستدرك أنه يتحدث دائما بلهجة مختلفة عن زملائه، حيث يتحدث عنهم بشكل سلبي ويحاول إظهار نفسه بأفضل طريقة ممكنة. وعلى الرغم من أن هذا الشخص يعتقد أنه يحقق الفائدة عندما يخلق المشكلات لزملائه، إلا أنه ينتهي به الأمر دائما بخسارة الوقت والجهد.

 

وبالتالي، فإن هذا الشخص يسعى دائما للحصول على اهتمام ولي نعمته ويظهر بشكل متكرر أمامه ليطلب رأيه ويعرض عليه الأحداث الجارية في المكتب. وعلى الرغم من أن صاحب الشركة يعرف جيدا نوايا هذا الشخص، إلا أنه يتعامل معه بحذر.

 

وجاءت نتائج بعض الأبحاث العلمية، والتي أجريت على عينات مختلفة من أوساط مهنية، كون الذي ينقل الأخبار داخل العمل ويخلق المشاكل لباقي الزملاء هو شخص غريب جدا ومحبط، بل حتى أن مردوديته في العمل هزيلة، وهو ما يحاول التغطية عليه من خلال صناعة المكائد.

وتبقى أفضل طريقة لإبطال تأثير هذا النوع من الأشخاص، هو التأكد من توثيق كل ما يجري خلال فترة الدوام، من أجل توفير ما يكفي من الحجج والبراهين، لنسف التقارير الكاذبة، والافتراءات الباطلة، وضحدها.

 

وأنت عزيزي القارئ هل سبق أن واجهت شخصا يحمل هذه المواصفات ؟