الوضوح

شاركها

د.شرف الرفاعي: حتى لا تنطلي علينا حيل المخزن

حتى لا تنطلي علينا حيل المخزن

 

 

د.شرف الرفاعي/فرنسا

 

 

من هو مصطفى لخصم ؟
ولد في احدى ضواحي مدينة فرانكفورت الألمانية، عاش وترعرع فيها، وكما يقدمه البعض، انتهل منها قيم الإنسانية والإستقامة وخدمة الصالح العام بعيدا عن الفساد والمفسدين، وكذا قيم الديمقراطية العميقة في المجتمع الغربي والمغيبة في مجتمعنا المغربي.

 

كان بطلا عالميا في فنون الحرب كالتايكواندو و الكيبوكسينغ، شارك مع المنخب المغربي في عدة تظاهرات دولية تمكن فيها من رفع العلم المغربي عاليا  عدة مرات، مما أهله للحصول على وسام ملكي نظرا لإسدائه خدمات للمملكة المغربية الشريفة، لينتهي به المطاف بالرجوع الى المغرب ليستقر به ويساهم في تنميته والاستثمار فيه كذالك.

 

دخل معركة الإنتخابات الجماعية، فاز فيها بمقعد، ثم  عين رئيسا لبلدية إموزار إقليم صفرو بإسم الحركة الشعبية، هذه الانتخابات كسابقاتها، ساد خلالها استعمال المال في جميع مناطق المملكة.

 

هي نفس الحركة الشعبية التي يقودها اليوم المعارض الجديد محمد أوزين، الذي اكتشف على حين غرة أن هناك ظلم في البلاد، هو نفس وزير الرياضة السابق، الذي أبلى البلاء الحسن في تدبير الشأن المحلي والشأن العام  عن طريق تبخيره الملايير من الدراهم من المال العام، والمشهور عند المغاربة بمول الكراطة، وهو اليوم الزعيم الأول للحركة الشعبية بعد خلافته للذائع الصيت محند العنصر الذي شارك في كل الحكومات السابقة، و الذي عين مؤخرا رئيسا للجهة تقديرا لجهوده في خدمة المخزن، بعدما أزاح المحجوب احرضان الضابط الممتاز السابق في الجيش الإستعماري الفرنسي، الذي كان يحارب و يكن حقداً كبيرا  لكل رموز  المقاومة والحركة الوطنية وبالخصوص رموز الحركة الاتحادية الأصيلة وعلى رأسها الزعيم الشهيد المهدي بن بركه الذي اتهمه كذبا و بهتانا باغتيال أحد رموز المقاومة الوطنية الشهيد عباس مسعادي.

 

مصطفى لخصم الذي أراد له الإعلام ’’غير المحايد’’ أن يكون رائدا  في محاربة الفساد إلى جانب البرلماني العائد ورئيس جهة سابقآ الأستاذ بوعيدة، هو عضو في حزب فاسد ومفسد شارك في جميع الحكومات منذ الاستقلال الشكلي باستثناء حكومة أخنوش.

 

الحركة الشعبية معروفة بولاءها للمخزن ولن تفعل أي شيء للدفاع عن الشعب المغربي، وهذا يتضح في عدم مشاركتها و لو في وقفة احتجاجية واحدة دفاعا عن الحقوق الأساسية لهذا الشعب، فما بالك في التظاهرات وحتى إقامة مهرجانات شعبية.

 

ولهذا فإنه من المنتظر عدم دعوتها للمشاركة في احتجاجات يوم السبت 8 ابريل للتنديد بغلاء الأسعار وضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وهي بهذا تسير في نفس اتجاه مايسمى ،بكل تحفظ، اليسار التقليدي المتمثل في  الإتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية إلى جانب الامتداد الطبيعي لحركة الإخوان المسلمين في المغرب و تيارات الاسلام السياسي المهادن المتمثل في حزب العدالة والتنمية، الذين اصطفوا جميعا في خندق المخزن وأصبحوا ينافسون الاحزاب الإدارية في الدفاع عنه و تبييض وجهه.

 

حتما لن نرى محمد أوزين و لا مصطفى لخصم،كما أننا لن نرى  عبد الرحيم بوعيدة، ادريس لشكر،  محمدنبيل بن عبد الله ولا  عبد الإله بنكيران في تظاهرات الثامن من أبريل، كما لم نراهم في الإحتجاجات ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني و الدفاع عن المعتقلين السياسيين ومعتقلو الرأي العام والصحافيين والمدنيين ونشطاء الحراك.

 

هذه معارضة وهمية، خلقت وأسندت لها أدوار في مسرحية المشهد السياسي المغربي، كما قال الملك الراحل الحسن الثاني، أنه سيخلق معارضته حين اختار آنذاك حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الانسحاب من البرلمان .

 

مثل هاته الشخصيات أو الكائنات السياسية السابقة الذكر، إلى جانب بعض أشباه المناضلين، فقط استعملوا و سيستعملون كرجال المطافئ لإخماد النيران المشتعلة في كل مجالات المجتمع.

 

مسرحيات كثيرة تعرض و أبطالها متعددون و مختلفون، منها مسرحيات المحاكمات العادلة لتوهيمنا بمصداقية القضاء المغربي و تضليلنا باستقلاليته و حياده، و ما متابعة مصطفى لخصم في حالة سراح في مواجهة عامل الإقليم الا مثالا لذلك، خصوصا و أننا نشهد على متابعة المناضلين  في حالة اعتقال والحكم عليهم  بسنوات سجن نافذة تتراوح ما  بين خمس إلى عشرين سنة.

 

مسرحيات الإغتصاب و ما إلى ذلك، التي حبكت أدوارها جيدا ضد الصحفيين المعتقلين: توفيق بوعشرين،  سليمان الريسوني وعمر الراضي والحكم عليهم بعقوبات تتراوح بين خمس، ست و عشرون سنة، في الوقت الذي يصدر القضاء المغربي حكمه المرفوض من كل المجتمع و مؤسساته الاجتماعية و الثقافية و باقي كل فعالياته الحية،  القاضبي بسنتين سجنا في حق المغتصبين الثلاثة لقاصر في الحادية عشر من عمرها  المترتب عليه افتضاض بكرة، الحمل وإنجاب طفل.

 

من يريد اعتناق النضال، و من يريد الدفاع عن المصالح العليا للوطن، عليه أن يحصن نفسه أولا من دوغمائية  الأحزاب المخزنية، القديمة منها  والجديدة، و  أن ينخرط حقا في كل الحركات المناضلة الديمقراطية التي همها الوحيد الارتقاء بالوضعية المعيشية و الحقوقية الى مستويات أفضل.

 

جتى لا تنطلي علينا حيل المخزن

ما ضاع حق وراءه مناضل