الوضوح

شاركها

رواية منفي موكادور للدكتور أمحمد لشقر

رواية منفي موكادور للدكتور أمحمد لشقر 

 

اعداد : بوعسل شاكر

 

كما وعدنا المؤلف الدكتور أمحمد لشقر، قريبا سترى النور عن دار النشر ’’ديوان’’ بمدريد، النسخة المترجمة من الفرنسية الى اللغة الإسبانية من روايته منفي موكادور التي عرفت نجاحا كبيرا و إقبالا متميزا من طرف شرائح واسعة من القراء سواء داخل المغرب أو خارجه.

 

 

 

الكتاب هو من 365 صفحة كبيرة الحجم، يتكون من أربعة وعشرين فصلاً، وكلمة ختامية وخرائط.
صدر بالفرنسية نهاية يوليوز 2021 عن دار النشر: سليكي أخوين.

قبل أن نسلط الأضواء على مضمون الرواية لابد أن نعرف بصاحبها الدكتور أمحمد لشقر.

 

من هو الدكتور أمحمد لشقر؟

 

 

الدكتور امحمد لشقر ولد بالحسيمة في 17 ماي 1950، تابع دراسته الإبتدائية والثانوية بالحسيمة قبل ان يلتحق لمواصلة الدارسة في تطوان حيث حصل على بكالوريا علوم تجريبية بثانوية جابر ابن حيان في سنة 1970،بعد ذلك تابع دراسته الجامعية بكلية الطب بالرباط وحصل على دكتوراة اختصاص في الجراحة العامة سنة 1980.

عاد بعد ذلك الى مسقط رأسه الحسيمة ليمارس مهنته كطبيب جراح بمستشفى عمومي في البداية ثم في مصحته الخاصة بنفس المدينة.

 

انتقل الى طنجة في سنة 2011 حيث يقيم حليا ويمارس مهنة الجراحة.

وبموازاة مهنته كطبيب فهو معروف كفاعل مدني وجمعوي وعضو نشيط في العديد من الشبكات الجمعوية الوطنية والدولية.

ينشر بانتظام وبالفرنسية مقالات رأي وتحليل في الجريدة الباريسية ميديا بار

-اصدر كتابه الأول سنة 2010 : كوربيس، طريقي نحو الحقيقة والصفح الذي ترجم الى العربية سنة 2012

⁃          في 2015 سيصدر روايته الثانية : على طريق الممانعين

⁃          في 2018 سيصدر روايته الثالثة: هذه الحرب لم تكن حربنا

⁃          يوليوز2021: الرواية الاخيرة: “منفي موغادور

 

ماهي طبيعة الرواية منفي موكادور؟

 

إنها رواية تاريخية يعطي فيها الكاتب الكلمة لشخصيته الرئيسية التي هي القائد حدو، أحد القادة الكبار في حرب الريف إلى جانب عبد الكريم الخطابي من عام 1921 إلى عام 1926.

 

تبدأ الرواية مع السنوات الأخيرة من حياة بطل الرواية في مدينة الصويرة حيث حكمت عليه سلطات الحماية الفرنسية بالإقامة الإجبارية بعد تسليمه في تارجيست في ماي 1926 للفرنسيين السجناء الاجانب الذين كانوا تحت مسؤوليته..

 

ثم وأثناء الفصول الثلاثة والعشرين المتبقية، يغوصنا الكتاب في حياة قائد حدود منذ ولادته في الريف عام 1886، ثم رحلته مع عائلته إلى الجزائر وهو في الثامنة من عمره حيث سيربيه مستعمر فرنسي في مدينة بور ساي ليصبح رجلًا متعدد الأوجه: رجل أعمال، جاسوس، طيار حرب.

 

بعد معركة أنوال مباشرة، طلب منه عبد الكريم العودة إلى الريف للعمل بجانبه، خاصة لمساعدته على إيجاد أرضية مشتركة مع السلطات الفرنسية بحثا على هدنة بعد حل مشكل الحدود..

 

خلال هذه السنوات الستة التي قضاها في الريف، سيكون القايد حدو المحاور الحقيقي للفرنسيين في علاقاتهم السياسية والاقتصادية مع عبد الكريم. سافر عبر المغرب والجزائر وحتى فرنسا. فعل كل شيء لتجنب الحرب بين الجانبين ثم بدء مفاوضات السلام التي أدت إلى قبول استسلام عبد الكريم لفرنسا.

 

لعب حدو دورًا أساسيًا في حماية الأسرى الأجانب وبدل اعتراف فرنسا لما قدمه لها من خدمات تم نقله إلى مدينة الصويرة حيث عاش ظروفا قاسية إلى ان توفي في 1950 ودفن في سرية تامة خوفا من ردود فعل ساكنة الصويرة الذين كانوا يكنون له كثيرا من التقدير.

لماذا هذا الكتاب عن القايد حدو لكحل؟

 

حسب الكاتب لقد استغرقت منه  عملية البحث والإعداد والكتابة ما يقرب من ثلاث سنوات لتصل أخيرا إلى مرحلة الطبع والنشر..

لقد حاول أن يجمع كل العناصر المتناثرة في حياة هذه الشخصية الفريدة من نوعها وذلك من أجل تتبع رحلته في حياة تثير رغبة التتبع والاكتشاف، وذلك من اليوم الذي رأى فيه النور في إزمورن في قبيلة بقيوة حتى وفاته في موغادور. لقد زار الصويرة وتعرف على الأماكن التي عاش فيها ثم المقبرة التي ترقد فيها روحه الطاهرة.
و يتنمنى لو سمحت له الظروف للذهاب الى بور ساي في الجزائر حيث نشأ وكبر..
لقد أجري العديد من اللقاءات مع كل من عرفه من قريب أو بعيد.
قرأ كل ما كتب عنه.

 

كتابه هو عبارة عن رحلة حج بين البحث والتحقيق، رحلة لإكتشاف هذه الشخصية المذهلة، هذا الفاعل المتميز في مجريات ثورة الريف تحت قيادة الأمير عبد الكريم، والذي لأسباب متعددة حاول البعض تشويهها أو محوها من ذاكرتنا. منذ بداية اهتمامه بالموضوع كان مقتنعا أن تاريخ المقاومة في الريف تحمل الكثير من الأسرار ومع الإنتهاء من هذا العمل لا زال لنا  مقتنعا من الاستمرار في النبش فيها من أجل الحفاظ على كل تفاصيل ذاكرتنا الجماعية..

 

ما هو تصور أمحمد لشقر لعملية الكتابة؟

 

الكتابة حسب تعبيره  إما ان تكون عفوية أو لا تكون، فالكتابة الصادقة هي التي تولدها الحاجة.

الكاتب لديه مسؤولية الكلمات ليجهز بالحقيقة.

الكاتب هو وعي الواقع لتصبح الكتابة سلوك، ففعل، فالتزام..

ولأنه كما يصرح ليس بمؤرخ بمفهومه الأكاديمي، فإنه استغرق وقتا طويلا في عملية البحث والحكي والسرد والكلام بكثير من التفاصيل عن أحداث قد تبدو ثانوية ولكن بأسلوب خاص   وإيقاع سريع يقترب كثيرا من الكتابة السينمائية. و هذا هو ما يعطي نكهة خاصة للتجربة التي غامر فيها منذ انطلاق مشواره  في عالم الأدب لطرح أسئلة التاريخ والذاكرة والهوية..

 

هذه الطريقة وهذا الأسلوب كما يقول الكاتب، هما الذين مكنانه من الإستمرار في هذه الرحلة الطويلة والشاقة لإستعادة عن طريق الكتابة الإبداعية جزء من ذاكرتنا الجماعية ومن تاريخنا المنسي والمغيب، أحيانا بقليل من الموضوعية ولكن بكثير من الصدق ونكران الذات..

 

ما هي  العلاقة بين الكتابة والجراحة؟

 

بالنسبة له التعاطي مع الأدب وممارسة الكتابة الإبداعية لا يتعارضان مع مهنته كطبيب وجراح. الكتابة ما هي إلا امتداد طبيعي للجراحة.

 

بالنسبة اليه الإشتغال والإهتمام بالتاريخ والأدب ما هما إلا جزء من القيام بدوره كمواطن واعي بدوره ومكمل لإلتزامه الفكري والمجتمعي والإنساني.