الوضوح

شاركها

سلسلة التراث الطبيعي لطنجة الحلقة 8: التراث الأخضر “الغابة الدبلوماسية”

سلسلة التراث الطبيعي لطنجة

الحلقة 8: التراث الأخضر

“الغابة الدبلوماسية”

 

للباحث الدكتور أحمد الطلحي

 

 

تقع الغابة الدبلوماسية ما بين الطريق الوطنية رقم 1 وشاطئ رملي على الساحل الأطلسي يحمل نفس الاسم، جنوب غرب مدينة طنجة في تراب جماعة جزناية على مساحة 1654 هكتار، ولقد كانت المساحة أكبر في السابق، لكنها تقلصت بسبب بناء مجموعة من المشاريع السياحية والسكنية.

 

 

 

 

وحسب الباحث محمد كراش فإن الغابة كانت فضاء لممارسة رياضة بيكستيكينغ، وهي رياضة صيد الخنازير البرية على ظهور الخيل بالرماح، التي كانت منتشرة أساسا في الهند، وكانت طنجة أول منطقة خارج الهند التي مورست فيها هذه الرياضة، حيث نظمت أول مباراة في سنة 1862. PigStiking

 

 

وكانت اللعبة تمارس فقط من قبل البعثات الدبلوماسية في طنجة وضيوفهم، وهذا ما أدى إلى تحويل الغابة سنة 1866 إلى محمية وأطلق عليها اسم “الغابة الدبلوماسية”. وفي سنة 1872 تم تشكيل لجنة رياضية مكونة من رؤساء البعثات الأجنبية، حيث كانت النواة الأولى لنادي خيمة طنجة الذي تأسس بصفة رسمية سنة 1892 كأول نادي رياضي بالمغرب تحت رئاسة الوزير البريطاني شارل إوان سميت.

“Charles Euan Smit”

 

 

وتعرف الغابة محليا أيضا بغابة مريكان، وليس هناك مصدر علمي يفسر سبب التسمية، لكن بعض الروايات الشفوية تدعي بوجود مركز للمخابرات الأمريكية بها خلال الحرب العالمية الثانية.

 

 

والغابة الدبلوماسية تقع ضمن نطاق محمية تهدارت التي تم تصنيفها ضمن قائمة محميات رامسار للمناطق الرطبة منذ سنة 2005. توجد فيها أنواع من أشجار الأوكالبتوس وأشجار طبيعية كالبلوط الفليني والزيتون البري والدرو. وكانت ولا تزال منطقة للنزهة للأسر الطنجية طول السنة، وبالأخص في فصل الربيع.

 

 

 

المنطقة الان عرفت تهيئة كبيرة في إطار مشروع منتزه الغابة الدبلوماسية، قد تكون وسيلة لحمايتها من المشاريع العقارية. ويهدف المشروع “بالأساس تثمين الرصيد الطبيعي والثقافي لهذه الغابة، والنهوض بدورها الاجتماعي عن طريق الرقي بجودة استقبال الزوار، وضمان استمرارية النظام البيئي والموارد الغابوية، وتحسيس عموم الفاعلين المحليين للحفاظ على هذه الثروة البيئية”.

 

 

المنتزه الذي يغطي حاليا 256 هكتارا، يتكون من “حوالي 9 كيلومترات من المسارات المخصصة للجري.. وثلاث وحدات صحية.. وفضاءات لعب الأطفال مجهزة بمعدات خاصة وما يقارب من 40 طاولة خشبية للنزهة، وعشرات من سلال المهملات”.