الوضوح

شاركها

خميسة بنحرك، و حبر من تبغ و شمع

خميسة بنحرك، و حبر من تبغ و شمع

قصيدة بقلم ياسين يحيى – إسبانيا
الخميسة المعلقة بنحرك
تقي اسراب الفلامينكو
المهاجر من عينيك لعينيك
من عين او حسد
تحمي حدود مزارع الخزامى
و شقائق النعمان
على امتداد الجسد
تحرس الفراش في ثنايا سالفك
قبل ان يتهافت إلى الأبد
هنا أقف على بضعة أمتار منك
و ضلي الذي يسقط على فستانك
بلون الأرجوان
هنا أقف
كأني انسلخ مني
و أعانق أغصان الرمان
كيف أدوِّن التاريخ الآن؟
كيف أحسب الأيام و الساعات؟
و زمني يسبقني
ضلي يتهافت على ضلي
وجهي ينفلت من كل المرايا
كأني أبكي.. أغني.. أو أصلي
هنا أقف الآن
و الخميسة المعلقة بنحرك
تترك لي بعضا من بعضي
و تأخذني كلي..
انا أقف هنا
امام أكشاك بلا جرائد
فأخبار اليوم لا تهمني
و الثورة إن جاءت.. فلا خوفْ!
فأنا مقتنع بعينيك
هي ارض الحريّه
و أن السنونو لا يبيع الصيفْ!
آه كم أحتاج لورقة بيضاء
فبداخلي عصفور
يحمل حبرا من تبغ و شمع
و أناشيدا
يلوكها كالقمح
منذ القدم
يثرثر كل مساء برأسي
حين تكونين هناك، متألقة
مثل الشمسِ
يوشي لي بألوان جواهرك
و يرسم شكل شفاهك
على جدران نفسي
فأنتفض من جديد
حين أراك على أوراقي
تتساقطين مطرا دافئا
أو تركضين كقطيع غزلانِ
زمني صار معكوسا فيك
فأحبك قبل أن أولد
و أكون نهرا في غاباتك أجري
من قبل الماء ان يوجد
أنا أقف هنا
و خميسة عنقك
تنذر بالطوفان
و انا لا ألواح لي حتى أركب
أنا هنا.. ستغمرني مياهك
و أغرق
وأشرب… وأشرب
حتى تبتل دفاتر فكري
و ترتوي من خميسة النحرِ
اغمسيني تحت الموج
أنا أغرق هنا
اغمسيني
أنا متعب.