الوضوح

شاركها

فرنسا:ماذا بعد ملتمس الرقابة ؟

فرنسا:ماذا بعد ملتمس الرقابة ؟

 

 

د.شرف الدين الرفاعي/فرنسا

 

سيوجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم 22 مارس 2023 خطابا إلى الشعب الفرنسي، الذي سيبث مباشرة عبر القنوات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة منها و العمومية.

 

ماذا سيقول سعادة الرئيس إلى الشعب الفرنسي؟  الشعب الذي لم يهضم بعد تمرير إصلاح التقاعد بالقوة والذي فرض عليه ضدا عن رفضه الذي عبر عنه من خلال نقاباته وأحزابه التقدمية والديمقراطية و فعاليات المجتمع المدني وحتى جزء من اليمين وخصوصا الجناح الديكولي منه، و بتجاهل من طرف ممثلي الأمة في الجمعية الوطنية، الذين خافوا على امتيازاتهم الشخصية، من خلال استعمال المادة 49-3 .

 

اجتماع مجلس الوزراء اليوم برئاسة ايمانويل ماكرون ، وقبله اخبار  الرئيس لمسانديه وحلافاءه  بقرر عدم حله للبرلمان،  و أنه ليس هناك أي تعدليل حكومي ولا إجراء أي استفتاء شعبي، بل يجب العمل على التفكير بكيفية تمرير المشاريع القادمة، كمشروع حول مدونة الشغل ، مشروع حول الهجرة والمهاجرين، مشاريع يحاول من خلالها الحصول على أغلبية برلمانية، مرة لإرضاء اليمين المتطرف، مرة لإرضاء المعارضة اليسارية.

 

تجدر الإشارة أن أغلب نواب الأغلبية اليمينية وكذا الماركونية صوتوا ضد ملتمس الرقابة خوفاً من عدم تزكيتهم وعدم تجديد انتخابهم ، وقد تعرضوا فعلاً لانتقادات كثيرة لأنهم لم يتفاعلوا مع انتظارات الشعب الفرنسي، وفضلوا الاستمتاع بامتيازاهتهم، وفي هذا الصدد اقترحت رئيسة التجمع الوطني اليميني المتطرف ماري لوبان لطمأنتهم أنها لن ترشح ضدهم اي مترشح لحزبها لضمان تجديد انتخابهم بالبرلمان.

 

في إنتظار مستجدات خطاب الرئيس ايمانويل ماكرون، و ان كان قد عبر و أكد في مناسبات عديدة حرصه على عدم اجراء  أي تعديل حكومي وتشبته بالازابية بورن كرئيسة لحكومته رغم الغضب الشعبي، لم يبقى لنا إلا أن نتساءل هل سيستطيع الرئيس ماكرون أن يطفئ النار المشتعلة في الشارع الفرنسي؟

كيف ستكون ردود فعل  الفاعلين السياسيين والنقابييي والمجتمع المدنى وكافة الفئات الشعبية المتضررة أمام سلبية الحكومة و رئاسة الدولة؟

 

هذا ما سنحاول رصده و الإجابة عليه وفق التطورات و المستجدات التي ستعرفها الساحة الفرنسية في الأيام المقبلة القليلة