الوضوح

شاركها

قَصِيدَة “مَا عَدَا اللَّهِ و هَجر حبها “

قَصِيدَة  “مَا عَدَا اللَّهِ و هَجر حبها “

 

 

بِقَلَم مُحَمَّد الوحداني  :

 

 

قُولُوا لَهَا :
إِنِّي عَلَى الْفِرَاقِ مُصِرٌ وَاثِقُ .
قُولُوا لَهَا
إنِّي فِي هَجْرِهَا
لِي سَوَابِقُ !
قُولُوا لَهَا :
إنَّ اللَّه
خَلَق إِبْرَاهِيمَ من أجل سَارَة
و حطمت هاجر بسرها
غارة
أصنام وده
و أنه من أجلها
و أجله ،
أشرقت الْأَقْمَارَ و الشُّمُوسَ و الْأَكْوَانَ
و أتلفت سُعَادُ الَّتِي بَانَت ببينها
و جردت نار قلبها
على جوانبه
من حيث تدري و لا تدري
قطعان مها
تجري
من تحت الرصافة و الجسر
عيون ظن و تيه غزْلَان

 

كَي يخلق رب الْخَلْق الْأَدْيَانَ
و كَي يُحِبُّهَا و أَحِبَّهَا !

و إنَّنِي مُعَذَّبٌ مُغْتَرِبُ
إنْ بَقِيَتْ أَنَا عَلَى هَوَاهَا ،
قُولُوا لَهَا حُبِّي بِالْيَقِينِ فِي غَيْرِهَا و سِوَاهَا .

لَنْ أَسْتَطيعَ قُرْبَهَا فَقَد أرهقني الصَّبْرُ ،
هِي طِينَة فِي النَّاسِ ديدانهم الْغَدْرُ !

تَرَكْتُنَا مِنْ قَبْلُ و الْأَسْبَابُ و إنْ تَعَدَّدَتْ وَاحِدَةٌ
مَا نَقَّى الْمَاء نَسِيمٌ و الأعْمَاقُ فِي الْأَصْلِ رَاكِدَةٌ .

اخبروها إنِّي رَحَلْت أَخِيرًا !
فالشعراء يَتَّبِعُهُم فِي هَوَاهُمُ مَنْ كَانَ حُبُّه كَبِيرًا . . . .

اخبروها أَنَّ الْحُبَّ وَحْدَهُ لَا يَفِي
و لَا يَكْفِي .
و أَنَّهُ لَيْسَتْ كُلُّ النِّسَاءِ غَلِيلَ الشُّعَرَاءِ تَشْفِي !

فَقَد تَعِبْتُ أَعَلِّمُهَا :
إنَّ اللَّهَ فِي سَفَرٍ التَّكْوينِ
فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ مِنْ الْخَلْقِ :
أَبْدَعُ مِنْ صَلْصَالِهِ
فِي مَا مَرَجَ مِنْ الطِّينِ
مَا فَرَّقَ بِهِ بَيْنَ ظُلْمَة بِاله
و سَمَاوَات حَالِه !
و زَيَّنَهَا بِمَقَامَات حنيني ؛
و إِنَّ الرَّبَّ فِي الْيَوْمِ التَّالِي :
بِقُدْرَه الْفَتْق ،
فَصَلَ مَا بَيْنَ مَاء نُور حِبِّي
و مَا أَسْكَنَ فِي صُلْبِ الشُّعَرَاء
مِنْ دُونِ الْأَنْبِيَاءِ
مِنْ نُورٍ الشَّوْقِ ،
و مِنْ أَجْلِي خَلَق سِرًّا حَوَّاء
أُخْرَى غَيْرِ الَّتِي . . .
و أَنَّهُ مِنْ أَجْلِهَا عَلَّمَ النِّسَاءَ
كُلُّهُنّ الْأَسْمَاءَ ،
و عَرَض فَيْضًا السَّمَاءَ ،
كُلُّهَا مِنْ الْغَرْب حَتَّى الشَّرْقِ ،
عَلَى مُدَن قَلْبِي ؛
حَتَّى نَصَّبَ مِنَ أَجْلِ حِبِّي
عَلَى رِيشِ الْعَرْشِ ،
مَكْتُوبًا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ
أَنَّهُ مِنْ الْمَفْرُوضِ ،
عَلَى مَنْ تُخْتَارُ عِشْقِي :
أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ فِي الْأَوَّلِ
و تَكْفُر فِي الْحَالِ
بِكُلّ الرِّجَالِ !

و فِي الثَّالِثِ مِنْ يَوْمِهِ :
خَلَق بِأَمْرِهِ ،
مِنْ حُضُورِ حبيبتي فِي أَرْضِهِ
مَا اسْتَوَى عَلَيْهِ بِعِلْمِهِ فِي بَحْرِهِ !

و فِي غُضُونِ الرَّابِعِ مِنْ خَلْقِهِ :
أَنْبَت عَلَى الأخْضَرِ مِنْ يَابِس عُشْبِه
فُصُول رَبِيع و جبالا أَيْنَعَت عَلَى مَدِّه !

و أَنَّهُ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسُ :
طَار الْحَمَامْ
و الطَّيْر بِكُلِّهِ ،
و حبيبتي فِي ظِلِّهِ ،
حَتَّى مِنْهَا اِسْتَحْيَا التَّحْت و الْغَمَامْ ،
إذ عَنْهَا أَسْفَر سِتّارُ الْحُسْنِ و الْكَلَامْ ،
و تَبَدَّى فِيهَا مَا تحجبا . . .
و عَلَى بَاقِي الْخَلْق تَأْمَّرَ و تَغَلَّبَا . . .

قُولُوا لَهَا أَنْ الْأُنْثَى الَّتِي . . .
فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ :
اللَّهَ خَلَقَ عَلَى صُورَتِهِ
أَدَام و حَوَّاء و حَبِيبَتِي بِفَضْلِهِ ،
و الْبَاقِي مِنْ كُلِّهِ ،
هِيَ مِنْ تَسْتَحِقّ أَنْ أَكُونَ عَلَى حَبُّهَا وَ حُبِّه!

أَخْبِرُوهَا إنَّنِي لَمْ اِسْتَرِح فِي سَابِعه :
عَلَى طُولِهِ .
قُولُوا لَهَا إنَّنِي تَوَسَّلْتُ اللَّهَ :
أَن أُخَلَّدَ فِي الْأَرْضِ كَيْ اُكْتُبَ فِيهَا
مِنْ شَعْرِهِ ،
حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ و لَا يَبْقَى عَلَيْهَا
إلَّا كَرِيمٌ وَجْهِهِ ،
و أَكُون أَخِير قَبْضِهِ
عَلَى مُرِّةٍ و حُلْوِةٌ !

فَرُبَّمَا يَكْفِينِي الْخُلْدُ عَلَيْهَا
كَي اُكْتُبْ كَمَا يَجِبُ شِعْرًا و أُحِبَّهَا ،
و صَلُّوا مِنْ أَجْلِي وَ أَجْلِهَا :
كَي نَدْخُلَ الْجَنَّة و أُتَمِّمَ شِعْرِي فِيهَا . . .
إذَا لَمْ يَكْفِ خُلْدِي هُنَا
فَالخُلْدُ لَدَى اللَّهِ :
كَافٍ كَي اُكْتُبَ وَ أُحِبَّهَا !

قُولُوا لَهَا إنَّنِي أُرِيد الْجَنَّة
كَي أَرَى خَالِدًا اللَّهُ فِيهَا
و أَظَل دَوْمًا أُحِبَّهَا !

اخبروها و قُولُوا لَهَا :
إنِّي مُتَنَازِلٌ هُنَا وَ فِي السَّمَاءِ
عَنْ كُلِّ النِّسَاءِ ،
و عَن الْحُورِ الْعِينِ . . .
و الْقُصُورِ . . .
و الْأَنْهَارِ . . . .
و الْأَثْمَارِ . . .
و مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ و لَا إذْنَ سَمِعَتْ !

و عَنْ كُلِّ مَا فِيهَا
مَا عَدَا وَجْه… اللَّهِ
و حُبِّهَا !