الوضوح

شاركها

المغرب يجمع قشدة العالم في مساحة تعادل 28 ملعبا لكرة القدم

المغرب يجمع قشدة العالم في مساحة تعادل 28 ملعبا لكرة القدم

 

برعلا زكريا

أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل يناير المنصرم عبر موقعها الرسمي، أنها ستنظم الدورة الثامنة للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الفترة ما بين 01 و11 يونيو 2023، بفضاء OLM السويسي بالرباط في مساحة تقدر ب : 200 ألف متر مربع.

 

تأتي هذه الدورة في ظل عام استثنائي أبرز أحداثه تسخينات حرب مدمرة بين أقوياء العالم، تدور أطوارها في أوكرانيا التي أضحت حقل تجارب أحدث الأسلحة، ومسرح لعبة من سيضغط على الزر الأحمر أولا؟ بوتين أم بايدن؟ أم كلاهما معا !

حرب أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الضرورية وعلى رأسها المحروقات. فهل سيدفع المغاربة أو بالأحرى زوار المعرض المرتقبون ثمن الكتب ؟ وهم الذين خرجوا للصراخ والاستنكار من عدم قدرتهم على شراء الطماطم والبصل. فهل يتغلب شغف المعرفة واقتناء جديد الكتب على جوع البطن وسد حاجيات الأسر اللامتناهية ؟

 

أما الكتاب، فهو الخاسر الأكبر في ظل هذه الأحداث المتسارعة، فإنسان اليوم أصبح مرقمنا أكثر من أي وقت مضى. بل غارقا في التفاهة حتى أذنيه، يقضي الوقت متنقلا بسبابته بين محتويات المقالب وعارضات أجسامهن، وتتبع الفضائح حيث تحظى هذه المقاطع بأعلى نسب المشاهدات والمتابعة في مختلف التطبيقات على غرار “فيسبوك” و”إنستاغرام”. أما ذلك المسمى “تيكتوك” فيؤكد بالملموس المثل القائل : إن لم تستحي فافعل ما شئت !

 

تطبيق “تيكتوك” الصيني الأصل هدفه تقاسم الأفكار الهندسية والاختراعات الذكية والحلول المبتكرة، إلا أن الذين وصفهم شاعر العرب المتنبي بإخوان الجهالة أخرجوه عن هدفه وجعلوا منه ماخورا إلكترونيا لعرض الأجساد دون حسيب أو رقيب، على عكس الصين التي تفرض قيودا صارمة حول المحتويات المسموح بعرضها على تطبيق ” تيكتوك” ناهيك عن منع من هم دون الثامنة عشر من الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية والأنترنت.

 

ما أحوجنا في معرض الكتاب لمن يشخص وضعنا وينتشلنا من شباك اليأس والغبن والبهيمية الحديثة، على غرار كتب سلسلة السيولة لصاحبها الفيلسوف البولندي “زيجمونت باومان” التي تفضح الغرب وتعري قيمه الزائفة.

ما أحوجنا لمن يذكرنا بتراثنا العريق وقيمة أجدادنا كابن خلدون و ابن طفيل وعلماء الأندلس والغرب الإسلامي.
ما أحوجنا لكتاب يفسر لنا كيف أصبح المغربي لا يقوى على شراء الخضر والفواكه بسبب التصدير، ويكتوي بنار المحروقات والمواد الأساسية بسبب الاستيراد !

 

كما أننا لم ننسى أن وزارة المهدي بنسعيد التي أعلنت عن معرض الكتاب هي نفسها التي وجهت دعوى للمدعو “طوطو” للمشاركة في إحدى السهرات الكبرى بالرباط، والذي افتخر بتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى تلفظه بعبارات “ساقطة” على منصة الحفل أمام آلاف من المراهقين والشباب الحاضرين.
وكأن لسان حال الوزير يقول: “كلشي موجود الثقافة وحتى تخصار الهضرة”.