الوضوح

شاركها

طوماس هوبز و تشخيص الواقع المغربي

طوماس هوبز و تشخيص الواقع المغربي

 

بقلم: شاكر بوعسل/ اسبانيا

 

للكوارث والآفات تجارها، للفساد والخراب أبطاله وزعمائه. صدق من قال: الانسان هو أفظع وأبشع كائن على وجه الأرض، أبشع من الحيوانات الأكثر افتراسا، أكثر قساوة من الطبيعة نفسها.

 

واقعنا المتردي، يضعنا أمام خلاصات توماس هوبز، أحد أعمدة نظرية العقد الاجتماعي، التي أسس لها في كتابه ’’ اللفياثان’’ أو ’’ التنين ’’ وهو كائن خرافي يصور فيه هوبز الدولة والحكم المطلق. كما يخلص فيه الى أن الانسان هو عدو للإنسان، الذي تتملكه النزعة الدائمة في التملك والسيطرة وتحصيل القوة، التي تجعل علاقة الانسان القوي مع الآخرين محصورة فقط في تحقيق رغباته ومصالحه الشخصية.

 

الدولة والحكم المطلق، النزعة الدائمة في التملك، السيطرة وتحصيل القوة، وتحقيق الرغبات والمصالح الشخصية، هي عناوين عريضة للواقع السياسي المغربي وطبيعة النظام القائم، وتفاعله بقضايا الشعب المغربي وإشكالية تدبير وتسيير الشأن العام.

 

عندما تغيب المؤسسات الدستورية عن لعب أدوارها التي يخول لها أسمى قانون في البلاد، وتغيب آليات التشريع وفعالية الترافع. عندما تغيب منظومة المحاسبة في تسيير الشأن العام واعتبار المسؤولية هي جزء من الوظيفة العمومية، عندما يفقد القضاء استقلاليته ويصبح معادلة في موازين القوى. نكون آنذاك أمام واقع الاستبداد. عندما تكون خذمة المصالح الشخصية على حساب مصلحة عموم المواطنين، و الاغتناء على حساب المال العام، آنذاك نكون أمام واقع الفساد.

 

الفساد الإداري والسياسي هو عدو للاستقرار الاجتماعي، هو مؤشر للغليان والتذمر الشعبي، هو فتيلة لقنابل موقوتة  قد تنفجر في أية لحظة.

 

اذا كانت فعلا  في هذه البلاد، سلطة  أو مؤسسة دستورية يهمها مصلحة هذا الوطن والحفاظ على السلم الاجتماعي، عليها أن تتدخل بشكل عاجل لوضع حد لنزيف  الفساد وخراب المفسدين كيفما كان شأنهم أو مركزهم في دواليب الحكم و السلطة.