الوضوح

شاركها

 (المحـرقـة، الهولوكوست) بين المبالـغة ونفــــاق الأمـم .. عبد الإله شفيشو / فاس

 (المحـرقـة، الهولوكوست) بين المبالـغة ونفــــاق الأمـم  

 

عبد الإله شفيشو / فاس

 

مع مصادقة الكنيست الإسرائيلي على حكومة ” نتنياهو “الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل المكونة من أحزاب تعرف باليمينية واليمينية المتطرفة وهي تعكس التيار الديني الصهيوني المتطرف الذي يشدد على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بالإضافة إلى تعزيز دخول جماعات يهودية الى باحات المسجد الأقصى وعلى رأسهم “ايتمار بن غفير” والذي يعرف بمواقفه العدائية والمتطرفة تجاه الفلسطينيين والذي تولى منصب وزير الأمن القومي ،يبقى السؤال الوحيد الذي يجب أن يطرحه كل إنسان محب للسلام هو لماذا تمنع الدول الغربية بقوانينها وبضغوط من أميركا وإسرائيل ولوبياتها اليهودية أي إنسان من الاعتراض على المبالغة في المحرقة، الهولوكوست والتشكيك فيها علمياً في الوقت الذي تتجاهل هذه الدول وأجهزتها التشكيك في الأديان والرسل والأنبياء وكأن اليهود المؤمنين بمقولات الصهاينة أعلى مرتبة منهم وهم الذين قتلوا “عيسى” وحاولوا أن يقتلوا “محمداً” (سلام الله عليهما) وهاهم يحرقون الفلسطينيين كل يوم؟.

 

في 27 يناير من كل عام يحيي العالم المتعاطف مع اليهود ودولتهم العنصرية إسرائيل وفق لجنة العفو الدولية في بيانها الذي أصدرته 2 فبراير 2022 اليوم العالمي لما يسمى “الهولوكوست” أي المحرقة النازية ضد اليهود، وكالعادة وتحت الضغوط النفسية التي يتعرض لها كل من ينكر هذه المحرقة أو يشكك فيها استغلت الصهيونية العالمية هذه المناسبة لكسب المزيد من التأييد السياسي والتضامن العاطفي مع مقولاتها وبالتالي مشاريعها الاستيطانية في فلسطين كأن الذين (أحرقوا اليهود في غرف الغاز) هم الفلسطينيون وليسوا الألمان كما يزعمون، ولقد تصدى العديد من المؤرخين والكتاب وأساتذة الجامعات من مختلف الاختصاصات لأكاذيب الصهيونية حول المحرقة النازية وقال عنها الكثيرون إنها سخيفة وبعيدة عن الواقع  ورغم ما يبدو من تحسن في هذا الواقع بعد قيام بعض الدول العربية الشريكة في اتفاق إبراهام للسلام بإلقاء الضوء على قضية “الهولوكوست” إلا أن استطلاع للراي الذي أجراه مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في يونيو 2010 أظهر أن نسبة 56% من المواطنين في الدول التي استهدفها الاستطلاع وهي مصر والأردن ولبنان والمغرب والإمارات العربية المتحدة لا تتعاطف مع قضية المحرقة.

 

مع وصول “أدولف هتلر Adolf Hitler ” إلى السلطة تبنت الصهيونية العالمية مقولات النازية المعادية لليهود ودعمتها بشكل مباشر وغير مباشر عبر تخويف اليهود بها ومنها ضرورة طرد اليهود على لسان “هتلر” وقال الصحافي اليهودي الصهيوني Emil Ludewig””(سيأتي اليوم الذي سيجد فيه بنو إسرائيل وباسم الصهيونية العالمية أنهم مضطرون إلى إقامة نصب تذكاري لهتلر لدوره في الهجرة إلى فلسطين)، وبفضل حملات التخويف والترهيب هته هاجر 50 ألف يهودي ألماني إلى فلسطين في الفترة الممتدة بين 1933 و 1939 ومعهم ستون (60) مليون إسترليني اشتروا بها الأراضي وأقاموا المزارع والمعامل بدعم من قوات الانتداب البريطاني. والأهم من كل ذلك أن هؤلاء اليهود أسسوا منظمات “Haganah” و”Stern” و”Irgun” ا لإرهابية وقام ضباط نازيون بتدريبهم على السلاح الذي نقلوه من ألمانيا وبولندا إلى فلسطين.

 

إن المحاولات الإسرائيلية المستمرة لإشراك الفلسطينيين وغيرهم من العرب في تاريخ المحرقة هي محاولة لصرف الانخراط الفلسطيني والعربي عن الحاضر الصهيوني اليهودي والإسرائيلي ومحاولة لتبرير جرائم إسرائيل المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، أما المطالب الإسرائيلية بأن يحيي الفلسطينيون والعرب ذكرى المحرقة فلا علاقة لها بالمحرقة على الإطلاق بل هي تتعلق بالجزء الآخر من الصيغة الصهيونية ألا وهي الاعتراف بـ (حق إسرائيل في الوجود) والخضوع لها كدولة يهودية استعمارية عنصرية، فإن كانت قد استسلمت السلطة الفلسطينية مثلها مثل الحكومات العربية التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل لكن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية رغم ذلك تواصل مقاومة إعادة كتابة إسرائيل للتاريخ الفلسطيني واليهودي دون كلل من منطلق أن :

#التطبيــع_خيــــــانة .