الوضوح

شاركها

بعيدا عن الشعب … اي حكومة هي حكومة اخنوش؟ صافي الدين البدالي

بعيدا عن الشعب … اي حكومة هي حكومة اخنوش؟

 

صافي الدين البدالي

 

حكومة أخنوش تتربص الدوائر بالشعب المغربي

أي حكومة هي حكومة أخنوش ؟ هل هي حكومة أعيان ام حكومة استبداد ؟ أم حكومة ريعية ؟ . هذه أسئلة تتناقلها الألسنة في الشارع المغربي . وحتى نعرف طبيعة هذه الحكومة وجب الوقوف عند انجازاتها على المستوى الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي و
البيئي وكذلك على مستوى حماية البلاد من الانزلاق نحو عتبة الإفلاس .و حينما يتم الوقوف على إنجازات حكومة أخنوش على المستوى الاجتماعي نجدها تعمل على افقار الفقير واغناء الغني و تجعل مالية الدولة في خدمة الشركات و أصحاب الامتيازات من خلال تخفيض الضرائب و التستر على لوبيات التهريب و على سماسرة المواد الغذائية . بل تكرس ظاهرة الفساد و الافلات من العقاب و الرشوة و نهب المال العام و تكرس اقتصاد الريع الذي يخدم مصلحة ذوي النفوذ و الأعيان و الاقطاعيين الجدد و أيضا تمارس لعبة التشجيع على الاقتصاد غير المهيكل الذي يكلف الدولة خسائر تقدر بمئات الملايير من الدراهم سنويا، حسب بنك المغرب وحسب المراقبين الاقتصاديين قي الداخل وفي الخارج .

وبهذا فإنها لا تهتم بالطبقات الشعبية الفقيرة و لا بالقطاع الصحي ولا قطاع التربية والتكوين لفائدة الشعب بل فوتت خدمات هذه القطاعات الى الخواص في إطار السياسة الريعية التي تتمسك بها الحكومة من أجل ان يزداد الأغنياء غنى واتساع دائرة الفقر ،أي افقار الفقراء. فهي اذن حكومة ريعية وحكومة أعيان ليس إلا. ان ما يكشف عن احدى خاصية حكومة أخنوش هو التربص بالشعب و تتربص به الدوائر .

 

و تجلى ذلك في الزيادات الأخيرة في بعض المواد الاستهلاكية حيث استغلت ظرفية مونديال 2022 وما يعيشه الشعب المغربي من نشوة انتصارات الفريق الوطني في مونديال قطر لكرة القدم 2022 .تلك الانجازات التي جعلت المغرب يحصل على مكانته في المربع الذهبي بعد تأهله لنصف النهائي .و هي انتصارات كان الشعب المغربي يتابعها بكل حماس و بكل روح وطنية ،شباب وشابات ، نساء ورجال وشيوخ. لأن انتصارات الفريق الوطني هي انتصارات الشعب المغربي ، انتصارات جعلت العالم يتعرف على المغرب و على شعب المغرب و على سلوك المغاربة و على مستوى التعاطي مع الحدث في المغرب و خارجه و في دول المهجر بسلوك إنساني متميز و بأخلاق رياضية عالية من طرف الفريق الوطني و الجماهير الشعبية المغربية في كل أنحاء المعمور .

كان لهذا الحدث رمزيته الدبلوماسية و الثقافية و السياحية و الاقتصادية. بينما المغاربة يعيشون هذا الحدث الذي رفع عنهم البؤس الذي يعيشونه بفضل سياسة الحكومة ، تبادر هذه الحكومة 1 الى الرفع من أسعار الحليب ومشتقاته، أي المادة الأساسية لاستمرار الحياة، واللحوم الحمراء ولحوم الدواجن. فلم تستحي هذه الحكومة حينما اتخذت هذا الإجراء وكأنها تكره أن يبتسم هذا الشعب تاركة المجال لأبنائها وعملاءها يبتسمون ، يضحكون يسعدون بمال الشعب و يبدرونه تبذيرا في المشاريع /الشبح و يتباهون بالرشوة و ينعمون بالريع .

لقد استغلت الحكومة فرحة الفلاح بأمطار الخير لتقوم بخنقه بالزيادة في المحروقات وفي البدور .لا تريد الحكومة للشعب أن يبتسم بل تريده ان يتألم، فهي تتربص للانقضاض عليه ، إنها حكومة مستبدة لأنها تتعاطى مع الشعب بأسلوب ماكر وأقل وضوحًا بل أكثر تضليلا و هو ما يعرف بالاستبداد الاجتماعي الذي يمثل شكلًا خبيثًا من التلاعب بإرادة الشعب و بمصالحه .في هذا السياق يبتلى المواطنون و المواطنات بالظلم والتبعيّة وتقييدهم و الاستهزاء بهم وتهميشهم. إنها حكومة ريعية وحكومة أعيان و حكومة مستبدة .